13 سنة مرّت على آخر زيارة لملكٍ إسبانيّ إلى مدينة سبتةالمحتلة، اعتبرتها الرّباط آنذاك، خطوة "متهوّرة" وغير مسؤولة، بينما يدور اليوم في كواليس السّاحة الإسبانية حديث "جدّي" بشأنِ نيّة العاهل الإسباني فيليب السّادس زيارة مدينتي مليلية وسبتة المحتلّتين. ونقلت وسائل إعلام إيبيرية، وفقاً لمصادر حكومية، أنّ العاهل الاسباني سيقومُ بزيارة إلى مدينة سبتةالمحتلة في قادمِ الأسابيع، في إطار جولة رئاسية قادته في وقتٍ سابق إلى جميع أنحاء البلاد، إذ بدأت الرّحلة الملكية بأرخبيل جزر الكناري وجزر البليار، واستمرت من خلال مدينتين أندلسيتين (اشبيلية وقرطبة) لتشمل في الأخير المدينتين المحتلتين. وبشأن مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين، فقد نقلت الصّحافة الإسبانية أنّهما تدخلانِ ضمن أجندات الزّيارة الملكية المخصّصة لكل أنحاء البلاد، ومن "المحتملِ جدًا أن تكون خلال نهاية الشّهر الحالي". وجاء ردّ القصر الملكي الإسباني على هذه التّسريبات الإعلامية "متأخّراً"، إذ نفى أن تكون هناك فعلاً استعدادات لزيارة الثّغرين المحتلين، خلال الجولة التي يقوم بها العاهل الإسباني لدعم الأقاليم المتمتّعة بالحكم الذاتي، في مواجهة جائحة فيروس "كورونا". ووفقًا لما أفاد به المتحدث باسم القصر الملكي الإسباني، "لا توجد أخبار رسمية حول هذه الزيارة الافتراضية التي سيقوم بها دون فيليب ودونا ليتيزيا إلى سبتة ومليلية نهاية يوليوز"، معتبراً أنّ "القصر الملكي الإسباني لم يتخذ في الوقت الحالي أيّ قرار بشأن سبتة ومليلية". وفي حال تشبّث القصر الملكي الإسباني بهذه الزّيارة التي يتوجّس منها المغاربة فإنّ من شأنِ ذلك أن تكون له تداعيات دبلوماسية "خطيرة"، باعتبار أن الأمر يمثّل "تصعيداً" من الجانب الإسباني، وخروجاً عن قواعد البروتوكول الدّبلوماسي والتّاريخي. ولم يزر العاهل الإسباني دون فيليب قط مليلية المحتلة، لا كأمير أستورياس ولا كملك، وذلك منذ توليه العرش قبل خمس سنوات؛ ولذلك إذا تم الإعلان رسميًا عن هذه الزّيارة في الأيام القليلة القادمة فستكون هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها فيليب السادس وزوجته المدينةالمحتلة. وتعود آخر زيارة ملكية لعاهل إسباني إلى إحدى المدن المحتلة إلى عام 2007، عندما زار الملك دون خوان كارلوس والملكة دونيا صوفيا مدينة مليلية المحتلة. هذه الزّيارة لطالما رفضتها المملكة رفضاً قاطعاً وتعتبرها دوماً "مساساً باستقرار البلاد واستفزازاً للشّعور العام المغربي". وكانت الحكومة المغربية أعربت عام 2007 عن رفضها الزيارة الملكية التي قام بها خوان كارلوس إلى مدينة مليلية المحتلة، إذ تمّ استدعاء السّفير المغربي في مدريد للتّشاور، كما تمّ تنظيم اعتصامات أمام المقر الدبلوماسي الإسباني في تطوان، وتمّ رفع شعارات من قبيل "إسبانيا استعمارية"، "سبتة ومليلية والصّحراء مغربية".