كل الطّرق تؤدّي إلى منتجعات شمال المملكة .. فالرّمال ذهبية والسّواحل "نقيّة" تنتظرُ قدومَ المصطافين المغاربة الفارّين من جحيم "كورونا" الذي يبدو أنّه ما زالَ يشغل بال النّاس ويملأ أحاديثهم ومشاغلهم اليومية؛ لكن ذلك لم يمنع عشرات الأسر من التّوجه رأساً إلى مدنِ الشّمال للاستمتاعِ بلحظة فرح مؤجّلة. على الشّريط السّاحلي المضيقوالفنيدق تبدو الحركة عادية وروتينية؛ فقد امتلأت الشّواطئ بالمصطافين المغاربة والأجانب في هاته المنطقة السّاحلية، التي تشهدُ مع بداية شهر يوليوز اكتظاظا كبيراً بالسّياح. وعلى الرغم من أجواء "كورونا" وما صاحبها من إجراءات احترازية جديدة، فإنّ ذلك لم يؤثّر على تدفّق المواطنين على منتجعات "المضيق" و"الفنيدق"، خاصة سواحل "الرّيفيين" و"كابو نيكرو" أو الرّأس الأسود وشاطئ كابيلا. وعند مداخل المدن السّاحلية في الشّمال، نصبت حواجز أمنية مكوّنة من أفراد الشّرطة والقوات المساعدة لمراقبة وتنظيم سير الجولان وتدفّق المواطنين، خاصة أنّ الطّريق التي تربطُ ما بين المضيقوالفنيدق تشهد خلال هذه الفترة من السّنة اكتظاظاً غير مسبوق، مع بدء موسم الاصطياف. وشرعَ ملاك المنتجعات السّياحية على مستوى عمالة المضيقالفنيدق في استقبال الزّوار والسّياح المغاربة الذين دأبوا على قضاء عطلة الصّيف في أحد مراكز الاصطياف في الشّمال، بعيداً عن أجواء "كورونا" وما خلّفته من ذعرٍ وخوفٍ شديدين في نفوسِ المغاربة. وعلى الرّغم من ارتفاع ثمن المبيت على مستوى بعض الشّقق العائلية، حيث يصلُ ثمن الكراء لليلة الواحدة في بعض الأحيان إلى ما بين 2000- 1500 درهم، فإنّها تشهدُ إقبالاً كبيرا من قبل الباحثين عن الهدوء والسّكينة. وقال مصطفى شاهدي، مقاول من مدينة القنيطرة، إنّه قصدَ مدينة المضيق رفقة أبنائه لجودة شواطئها وطبيعتها الخلابة، مبرزاً أنّ "الأطفال عانوا خلال الثلاثة أشهر الماضية، بسبب الحجر وإجراءات الطّوارئ، ولا بدّ من التّرويح عن النّفس". وخلال اليومين الماضيين، عملت السلطات المحلية بعمالة المضيقالفنيدق على تنقية الشواطئ التابعة لها من جميع الشوائب والمخلفات، استعداداً للاستقبال مزيد من المصطافين المغاربة والأجانب. وكشفت وزارة الدّاخلية أنّ مجموعة من التدابير اتخذت لتنظيم المجال الشاطئي بالمظلات الشمسية بضرورة الحفاظ على مسافة تقدر بثلاثة أمتار بين كل مظلة وأخرى، ومنع تجمع أكثر من ثلاثة أشخاص باستثناء الأسر والعائلات. ومنع قرار وزارة الدّاخلية عملية كراء الكراسي والمظلات على طول الشواطئ المذكورة والتجمعات التي يفوق عدد أفرادها أربعة أشخاص في مكان واحد على الشاطئ، مع إلزامية ارتداء الكمامات أثناء التجوال أو الاسترخاء أو ممارسة رياضة فردية فوق الشواطئ المذكورة.