أدى حلول شهر رمضان في ذروة فصل الاصطياف بديهيا إلى تقليص ملحوظ جدا في عدد المصطافين بشواطئ جهة تطوان, لكن دون أن يصل ذلك لدرجة إفراغها كليا. وتكفي جولة بسيطة في هذه الشواطئ الجميلة والمضيافة لمعاينة أنها, خلافا لما يعتقده الناس, لاتزال ملأى بالمصطافين. ومن المؤكد أن الأمر يختلف تماما عن شهر يوليوز الماضي, آخر شهر قبل رمضان, الذي شهد "احتلالا" لدرجة أن المصطافين القادمين كالعادة من مختلف جهات المملكة والخارج للتمتع بجمال منطقة الشمال, حاروا في تحديد وجهتهم. فرمضان, شهر التقوى والعبادة بامتياز, يقرض سنة بعد أخرى جزءا من العطلة الصيفية, على الأقل بالنسبة لمحبي السباحة. وإذا كان البعض يفضل أو يعتبر ضروريا "تجنب" الشاطئ للحفاظ على صيامهم, فإن آخرين يعتقدون بالمقابل أن أفضل مكان لقضاء اليوم في انتظار الإفطار وصلاة التراويح ليلا هو الشاطئ الذي يشكل ملاذا للفرار من الحرارة الخانقة التي يشهدها شمال البلاد في الأيام الأخيرة والتي تسجل أحيانا درجات قياسية (44 درجة), وهو أمر غير المسبوق في تطوان. هكذا ما تزال الشواطئ الممتدة من مارتيل إلى الفنيدق مرورا بكابو نيغرو والمضيق تستقبل المصطافين, ومن بينهم أسر قادمة من باقي مدن المملكة لقضاء العطلة ورمضان, مستفيدين بذلك من الانخفاض الهام في أسعار الإيواء وباقي الخدمات, وخاصة من الفضاء الذي شهد في الشهر الماضي اكتظاظا بفعل تدفق السياح الوطنيين والوصول المكثف للمغاربة المقيمين في الخارج. ويعتبر البعض أنه رغم حلول رمضان بشكل متواصل خلال الفترة الصيفية الممتدة عموما ما بين 15 يونيو ونهاية غشت, إلا أن المصطافين لا يملكون سوى خيار التأقلم مع هذا الوضع وبالتالي برمجة عطلهم وترفيههم مع الحرص على احترام العادات التي تميز هذا الشهر الفضيل. من قال إذن أن رمضان لا يتناغم مع الشاطئ والشمس بدليل الشواطئ التي لم تفرغ كليا وما تزال تستقبل عشاق مختلف الرياضات البحرية, والمشي السريع, والمشي, وكرة القدم, أو المستحمين, أو بكل بساطة عشاق الطبيعة الذين يتمتعون بجمال المناظر التي يزخر بها هذا الساحل المتوسطي.