يشكو سكان مدينة الواليدية بإقليم سيدي بنور من انبعاث روائح كريهة من مطرح عشوائي ظل يؤرق مضجع القاطنين بمنطقة أريد لها أن تكون فضاء إيكولوجيا بإرادة ملكية. لكن المكان المخصص لجمع النفايات الصلبة تحول إلى نقطة سوداء تزكم الروائح الكريهة المنبعثة منها الأنوف، وتشكل مأوى للحشرات التي تهدد صحة السكان، فأضحى مصدر قلق ومعاناة لهم. حسن الدومالي، رئيس جمعية محيط للتنمية والثقافة والرياضة والسياحة بالوليدية، قال لهسبريس إن "هذا المطرح يشكل تهديدا خطيرا على صحة الساكنة، لأنه قريب من التجمعات السكنية، وتحيط به أشجار مهددة بالنيران التي تشتعل بفعل التفاعلات الكميائية للنفايات". وأضاف: "يوجد المطرح على مدخل مدينة الواليدية، التي تشكل محجا للسياحة الداخلية والدولية، لكنه يضم إلى جانب النفايات جثث البهائم والمواشي التي نفقت، ما ينفث في الفضاء روائح يصعب تحملها". وفي السياق نفسه، قال أحمد الزاهيدي، فاعل جمعوي بالواليدية: "كانت الزيارة الملكية التي انتظرها السكان مدة طويلة فرصة أحيت الأمل في قلوبنا، خاصة حين تم التوقيع على مشاريع جعلت من المنطقة مجالا إيكولوجيا، لكن هذا الحلم تبخر". وأضاف: "حين تنظر إلى ما حولك بهذا المطرح تظن أنك في مدينة لا علاقة لها بالبيئة لا من قريب ولا من بعيد، فالمكان أضحى نقطة سوداء ووصمة عار في جبين كل الجهات المعنية بتدبير شأن هذه المنطقة السياحية العالمية". وتابع قائلا إن "ملك البلاد أكرمنا بمشروع من أهدافه تعزيز مكانة المدينة ضمن السياحة الإيكولوجية، لكن واقع الحال يبرز التناقض بين الرؤية الاستراتيجية الملكية وتدبير الشأن العام محليا". وأجمع المتحدثان على أن المطرح المذكور يوجد بموقع غير مناسب، ويشكل خطرا كبيرا بسبب الدخان المنبعث منه جراء الحرائق التي تشتعل به، ما يسبب كارثة بيئية كبيرة، كما يهدد محطة معالجة مياه الشرب، لذا وجب تحويله إلى مكان آخر لأنه يؤثر على جمالية المدينة وصحة المواطنين. أما عبد الكبير وفقي، رئيس جماعة الواليدية، فأوضح من جهته أن "المطرح ورثه المجلس الحالي عن جيل المسؤولين السابقين"، مضيفا: "خصصنا حاليا غلافا ماليا قدره 800 ألف درهم لإنجاز دراسته والقيام بعملية طمر جثث البهائم". وأضاف: "قمنا بهذه الخطوة في انتظار إحداث مطرح إقليمي يوجد قيد الدراسة لتحديد مكانه"، مشيرا إلى أن "المجلس الجماعي وجه رسالة إلى قائد قيادة الواليدية لمنع ولوج البهائم إلى محيط المدار الحضري للمدينة".