تعتبر الواليدية من المناطق الجميلة التي يفضل عدد كبير من المواطنين، من جميع أنحاء التراب الوطني، وكذا المهاجرين ، قضاء عطلتهم الصيفية بأرجائها للتمتع بجمال موقعها الذي حباها الله به ، حيث يزداد الوافدون عليها موسما بعد موسم، مما يجعل حركتها الاقتصادية تنتعش خلال فترات الصيف، وهي بذلك أضحت قبلة للاستثمار في المجال السياحي. مكان مثل الواليدية يستلزم عناية استثنائية من لدن السلطات المحلية والمنتخبة تتجلى في وضع استراتيجية سياحية مدروسة، حتى تظل تلك «المنارة الصيفية» التي لا ملاذ لسكان المدن المجاورة لها منها، مثل الدارالبيضاء، الجديدة، آسفي، مراكش، سطات، برشيد وغيرها. هذا الموسم اختار رئيس جماعة الواليدية أن يكون الاصطياف بالمنطقة ذا طابع خاص يعتمد على الفوضى والعشوائية والاستغلال غير المقنن، بعيدا عن كل أنواع الاستعداد العقلاني المبكر ومحاربة عدة ظواهر سلبية قد تؤثر على المصطافين. فأصبحت الوليدية مرتعا لكل ما يدعو للقلق، بداية بالظاهرة الغريبة التي سيطرت على المشهد العام للجماعة، وهي انتشار ظاهرة الكلاب الضالة، والتي احتلت كل الشوارع والأزقة وملتقيات الطرق، وتتجول في كل مكان بمجموعة تفوق العشرات ، وحتى حين اضطرت مصالح الجماعة للقيام باللازم للقضاء عليها ، تم اللجوء للقتل رميا بالرصاص، لتنتشر الجثث وخصوصا في نقط تجمع الازبال التي انتشرت بدورها؟ فتعددت مطارح الازبال، وتلوثت البيئة وسادت الروائح النتنة حتى عمت جميع الأماكن. أما احتلال الملك العمومي والتجارة العشوائية غير المنظمة فأصبحت أمرا مسلما به ، مادام رئيس الجماعة يدعم الوضع ، وذلك بعدم تطبيق القانون الجاري به العمل الذي يضمن نشاطا تجاريا مقننا خاضعا للمراقبة البعدية والقبلية، وتحرير الملك العمومي والممرات الخاصة بالراجلين. ويتخوف المتتبعون للشأن المحلي بهذه المدينة من أن تعرف العطلة الصيفية الحالية «اصطيافا عشوائيا وفوضى مقصودة يستفيد منها البعض» ، حسب تصريحات من عين المكان ، وقد لاحظ عدد من المواطنين المتواجدين حاليا بالواليدية مدى خطورة الوضع في ظل سياسة اللامبالاة التي تسم مختلف القطاعات التي تساهم في توفير أسس اصطياف طبيعي آمن يحفظ كرامة الجميع ولا يعرض صحة المصطافين الى أي خطر ، خصوصا وأن ظاهرة التلوث البيئي بارزة للعيان من خلال تواجد مطارح الأزبال والنفايات والكلاب الضالة وبقايا الباعة الجائلين. وعبر الجريدة يوجه العديد من المصطافين المتواجدين حاليا بالواليدية نداء إلى المسؤولين من أجل أن يتداركوا الموقف، والعمل على تصحيح الأوضاع بالمدينة وشاطئها ، خدمة للساكنة وزوارها الذين تزداد أعدادهم سنة بعد أخرى .