تعرف الوليدية منذ الأيام الأولى ما بعد شهر رمضان الأبرك ، توافد أعداد كبيرة من المصطافين طمعا في الاستمتاع بمياه بحيرتها الساحرة ورمالها الذهبية ، ومنهم من تستهويهم مصايدها ذات الشهرة الوطنية والعالمية ، كمصايد حجرة الحمام والدار الرايبة والمغاسل ولالة فاطنة (التوتة)وسيدي كرام الضيف.. نقص حاد في بنيات الإيواء :
أول ما فاجأ المصطافين خلال هذا الصيف هو ارتفاع أثمنة الكراء ، فقد تغيرت الوليدية التي كانت تحتضنهم وتأويهم في بيوت مفروشة وبأثمان مناسبة ، فالثمن تضاعف ثلاث مرات أو أكثر وذلك راجع لعدة أسباب منها عدم توفر الوليدية على فضاء للتخييم ، فالمخيم الذي كان يؤوي الأسر المحدودة الدخل تحول إلى ساحة لاحتضان المهرجانات الصيفية ، ولم يتم تعويضه بآخر لأسباب تتعلق بمخطط التهيأة الجديد الذي لم يخرج بعد للوجود، وهناك سبب آخر يتمثل في كون أغلبية الدوربالوليدية ثم كرائها منذ انطلاقة أشغال الطريق السيار الجديدة-آسفي بأثمان مشجعة ،مما جعل أغلبية المصطافين يقلصون مدة الاصطياف لتتطابق مع الميزانية المرصودة للاصطياف.
أحد مصايد جماعة الواليدية
ويراهن السكان المحليون وكذلك الوافدون من المناطق المجاورة على الموسم الصيفي ، ففيه يختزنون الدرهم الأبيض لليوم الأسود ، وفيه يضمنون ولو بشكل نسبي مصاريف الدخول المدرسي لأبنائهم وثمن كبش أضحيتهم، وهؤلاء هم من يقتسمون بيوتهم مع الزوار، أويتنازلون لهم عليها في أيام الصيف بأثاثها وتجهيزاتها ثم يتخذون من سطح المنزل مأوى لهم بمقابل مادي ظلوا ينتظرونه على أحر من الجمر.
فوضى التجار الموسميين :
تعيش مختلف أزقة وشوارع الوليدية على إيقاع التجارة العشوائية الموسمية ، فقد تحولت عدد من الأزقة بحي البام إلى ما يشبه سوق أسبوعي ، وخاصة زنقة الشريف الإدريسي التي باتت تشكل نقطة سوداء بالنظر إلى كثرة المعروضات والازدحام الشديد والمشاجرات والتحرشات ناهيك عن الأوساخ والقاذورات الأوحال .. أما بالشارع الرئيسي فقد احتلت محلات الأكلات الخفيفة جل الممرات الخاصة بالراجلين ، في تحد سافر للسلطة وللقوانين ، مسببة حرجا كبيرا للمارة الذين لم يجدوا سبيلا سوى مراوغة الكراسي والطاولات أوالمشي إلى جانب السيارات رغما عن أنوفهم .
فوضى عارمة وغياب تدبير مواقف السيارات :
أصبحت ظاهرة المواقف العشوائية سمة من سمات التدبير السيئ لموسم الصيف ، وفي ظل انعدام مواقف قانونية تستوعب الأعداد الكبيرة للسيارات ،لم يجد السائقون بديلا سوى القيام بركنها في الأماكن الممنوعة وعلى الأرصفة وممرات الراجلين وبمداخل المنازل وفوق المجال الأخضر، ولم يقف المشكل عند هذا الحد ، فقد اغتنم الفرصة أشخاص وباتوا يقدمون أنفسهم كحراس لمواقف السيارات ويبتزون اصحاب السيارات ويهدددونهم إن هم امتنعوا عن دفعهم واجب الحراسة،كل هذا والجماعة في سباتها المعهود لا تحرك ساكنا ولاتتدخل في تدبير شؤونها وكأن الأمر لايهمها لا من قريب ولا من بعيد ، بل هي الغائب الأكبر والصامت عن الحق الذي يخاطبك بكلمة : افعلوا ما شئتم فأنا لست هنا .
وزاد الطينة بلة ، عشوائية الموقف الخاص بسيارات الأجرة ، فالفوضى هي سيدة الموقف ، والمشاحنات والمشاجرات والألفاظ النابية والأوساخ والنفايات كلها سمات تطبع هذا المرفق الذي لا تتوفر فيه أبسط شروط ومواصفات محطة المسافرين .
زد على ذلك أسطول النقل السري الذي تضاعفت أعداده وأصبح ينافس سيارات الأجرة في الظفربركاب يفضلون هذه الوسائل الرديئة بمقابل أقل .
ويبقى المطلب الملح للساكنة هو توفيرمحطة للمسافرين ترقى إلى مستوى ما يزخر به منتجع الوليدية من مؤهلات سياحية عالية ومن مميزات إيكولوجية مهمة جعلته يحظى بأهمية ملكية سامية ويخضع لمعاهدة رامسارحيث صنف ضمن المناطق الرطبة العالمية.
سيارتان إحداهما فوق المجال الأخضر والأخرى فوق ممر الراجلين
تدابير أمنية عالية والدرك الملكي والقوات المساعدة حاضران بقوة :
تحية للدرك الملكي وللقوات المساعدة والسلطات المحلية على المجهودات الجبارة التي تقوم بها من أجل توفير الامن للمصطافين ولسكان الوليدية عامة ، فبشهادة الجميع الأمن في الوليدية بأحسن حال ، حيث المصطافون ينعمون بالأمن التام وكذلك المقيمون والفضل كل الفضل يرجع لهذه العناصر الأمنية التي تضحي براحتها ووقتها من أجل راحة المواطنين وأمنهم وسلامتهم وسلامة الوطن .
خاتمة: أريد أن أنبه كل من يعارض تنفيذ مشروع التهيئة أن ينظر إلى المستقبل ، مستقبل الأجيال القادمة التي تنتظر منا أن نوفر لها احتياجات ترقى إلى مستوى تطلعاتها ، لا أن نورثها مبادئ الريع والعشوائية والأفكار الهدامة .