منذ مدة غير قصيرة، وأحياء المسيرة الثالثة خصوصا،والمركبات السكنية المجاورة تعتبر بؤرة الكلاب الضالة بامتياز، حتى أصبح أكثر المتتبعين يعتقدون أن الظاهرة المذكورة هي قدر محتوم لا مفر “لساكنة وأطفال ونساء المسيرة الثالثة بمراكش ” منه. وترجع الأسباب المباشرة لتنامي ظاهرة الكلاب الضالة، إلى الإنتشار الغير الطبيعي لعدد كبير من مطارح الأزبال بالأزقة والدروب والمساحات الفارغة من جهة، وإلى اللامبالاة التي تتعامل بها المصالح المختصة لجمع النفايات وفي معالجتها خصوصا لنفايات المجازر والأسواق اليومية والأسبوعية، مما يوفر للكلاب الضالة القادمة من كل الدواوير المجاورة قوتا يوميا. إلى ذلك تشكل الكلاب الضالة في أحياء المسيرة الثالثة بمراكش، خطورة بالغة على السكان من المواطنين والمواطنات المقيمين، وكذلك على الزوار الذين يرتادون أحياء المسيرات الثلاث، وحي تاركة وصوكوما تزامنا مع المناسبات الإقتصادية والمعارض وإنتشار باعة المأكولات والسندويتشات والأسواق العشوائية التي بدأت تتناسل بالمنطقة ، حيث تزداد شراسة هذه الحيوانات أثناء حلول الظلام وفي الساعات الأولى من الصباح، مما دفع أكثر الساكنة إلى تفضيلهم عدم الخروج لأداء صلاة الصبح، خوفا من مصادفتهم، لأحدى أسراب الكلاب الضالة المتجولة بين مزبلة وأخرى. من جهة أخرى، لا يزال داء السعار يظهر بين الفينة والأخرى بين صفوف المواطنين في مراكش، المترامي الأطراف، رغم الجهود الطبية أحيانا ،وهو ما يعرف في الأوساط الشعبية ب “الجهل” إذ يصيب الجهاز العصبي للإنسان، نتيجة عضة كلب يحمل نفس الڤيروس، مما يعرضه لخطر الموت في أجل لا يتعدى 90 يوما. وارتباطا بالموضوع، فإن غياب تحرك المصالح البيطرية في مراكش، التي كانت سابقا تقوم بين الفينة والأخرى بحملات تلقيح مجانية للكلاب المملوكة، و”إعتقالات” للكلاب الضالة زاد من تفاقم الوضع ، مما بات يستدعي تحيين إالإجراءات التدخلات تبقى أمام الإستراتيجية الوطنية المسطرة لمحاربة “داء الكلب” كمرض خطير. إضافة إلى عدم تحمل الجماعات القروية المجاورة والحضرية لمسؤوليتها في هذا الخصوص، ودعم استراتيجية الحفاظ على حياة المواطنين، ومراعاة أمنهم الصحي.