استفاقت مدينة الدارالبيضاء، اليوم الخميس، مع قرار رفع الحجر الصحي، على وقع الازدحام والفوضى والاكتظاظ بالشوارع، إلى جانب فتح مختلف المحلات والمقاهي أبوابها لاستقبال الزبائن. وشرعت المقاهي والمطاعم، صباح اليوم بمختلف أحياء العاصمة الاقتصادية، في استقبال المواطنين منذ الساعات الأولى، بعد طول انتظار دام لما يزيد عن ثلاثة أشهر بسبب حالة الطوارئ الصحية المعمول بها إثر جائحة كورونا. وتوافد البيضاويون منذ الصباح الباكر على المقاهي، سواء الشعبية أو الراقية المتواجدة بالمناطق الشهيرة، على غرار آنفا والمعاريف ومركز المدينة، وهو ما ساهم في اكتظاظ على مستوى الطرقات وعرقلة في حركة السير. ورغم الإجراءات الاحترازية التي تتخذها المقاهي كما أمرت بذلك السلطات الحكومية، فإن بعض الزبائن، كما عاينت ذلك جريدة هسبريس الإلكترونية، اجتمعوا حول الطاولات غير آبهين بخطورة الوضع، مع إمكانية نقل العدوى إليهم من مصاب بينهم. ووجه أرباب المقاهي والمطاعم تعليمات إلى العاملين لديهم بضرورة احترام التعليمات الصحية ووضع الكمامات وتعقيم الكراسي والطاولات، مع حثّ الزبائن على احترام مسافة التباعد الاجتماعي، رغم إقرارهم بصعوبة إقناع المواطنين بذلك. وحسب ما عاينته الجريدة فإن العاملين بمختلف المقاهي والمطاعم يستعملون الكمامات، في إطار التدابير الاحترازية التي دعت لها وزارة الصحة المغربية، لكنهم في المقابل يضعون شارات حمراء احتجاجا على الحكومة. ويعبر المهنيون من خلال حمل هذه الشارات الحمراء عن احتجاجهم على الحكومة، وعلى تجاهل لجنة اليقظة الاقتصادية والوزارات الوصية على القطاع لمطالبهم وكذا دعوات الجلوس إلى طاولة الحوار. وعاش أرباب المقاهي والمطاعم، خلال الفترة السابقة، على وقع خلاف حاد مع الحكومة، إذ وجهوا لها اتهامات ثقيلة بمحاربة القطاع والدفع به إلى الإفلاس وعدم دعم المقاولات الصغيرة والوقوف بجانب آلاف العاملين في هذا القطاع. وكانت السلطات الحكومية قررت السماح للأرباب المقاهي والمطاعم بفتح محلاتهم وتقديم خدماتهم في عين المكان، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية. وخيّرت الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب منخرطيها على الصعيد الوطني بين فتح محلاتهم والاستمرار في إغلاقها، حسب الظروف الاجتماعية لكل رب مقهى، رغم أن ممثلي مجموعة من الأقاليم أكدوا عدم رغبتهم في استئناف النشاط، على غرار ممثلي إقليموجدة.