ينتظر المغاربة إعلان الحكومة عن إجراءات المرحلة المقبلة من الحجر الصحي بفارغ الصبر، خاصة المنتمين منهم إلى "المنطقة 2" التي ما تزال القيود مشددة عليها. ويقترح خبراء رفع الحجر الصحي بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، وهو التوجه الذي من المنتظر أن تنهجه الحكومة، خاصة عقب الإعلان عن تجميع المرضى ب"كوفيد-19" على الصعيد الوطني بوحدات تابعة للمستشفيات العسكرية بكل من بن جرير وبنسليمان. وفي هذا الإطار، قال جمال الدين البوزيدي، أخصائي في الأمراض التنفسية والصدرية، إن "المرحلة الحالية مهمة جدا، والمرحلة المقبلة حاسمة ولا بد من اجتيازها بنجاح للقضاء على المرض". وأوضح البوزيدي، في تصريح لهسبريس، أن "الوصول إلى صفر حالة نشطة بكورونا سيمكن من المرور إلى إطلاق جميع الأنشطة بقيود ومراقبة، وهو ما يقتضي أن نحافظ على العادات الحسنة التي مارسناها طيلة الشهور الماضية والتي يجب أن تصبح تقليدا ومن الالتزامات اليومية للجميع". وبحسب الأخصائي في الأمراض التنفسية والصدرية، فهذه العادات الحسنة تهم الاحتفاظ بالمسافة الآمنة، وارتداء الكمامة، والنظافة، وعدم الاكتظاظ في الأماكن المغلقة. وأوضح البوزيدي أن الخبراء متفقون على الصعيد الدولي أنه حينما لا يكون الوباء منتشرا بشراسة كبيرة، مثل ما هو عليه الحال في المغرب، يشرع في رفع الحجر الصحي. وأشاد الخبير ذاته بتقسيم المغرب إلى منطقتين، مشيرا إلى أنه "يمكن أن تكون هناك تنافسية بين الأقاليم، إلا أنه يجب أن نمر إلى مرحلة ثانية؛ فمثلا لا يمكن أن نجعل مدينة مثل الدارالبيضاء كلها في وضع الحجر الصحي، بل يجب فتح الجهات الأقل إصابة، ثم الأقاليم، ثم المدن، فالأحياء، وفق معايير علمية". وأوضح البوزيدي أن المناطق التي رفع عنها الحجر الصحي، أو "المنطقة 1"، تضم الأقاليم التي خلت من أي حالة إصابة بكورونا والحالات النشطة بها هي الأخرى تقارب الصفر، بينما المناطق الثانية فيها إصابات وأيضا حالات نشطة كثيرة. وتابع المتحدث قائلا إن "المغرب بقيادة جلالة الملك استفاد من التجربة الدولية وتجنب النتائج الكارثية، وهناك دول لم تتبع الحجر منذ البداية وأخرى اعتمدت الحجر فقط في المناطق الموبوءة، من قبيل الصين". وذكر الأخصائي في الأمراض التنفسية والصدرية بأن نقل المرضى ب"كوفيد-19" إلى وحدتين بالمستشفيات العسكرية ببنسليمان وبنجرير سيمكن من استئناف الأنشطة في المستشفيات المدنية والعسكرية الأخرى، وبالتالي تركيز الإصابات بمنطقتين خاصتين.