بات انطلاق موجة ثانية للإصابة بوباء كوفيد 19 أمرا مؤكدا لدى الخبراء المغاربة، وعلى الرغم من أن مميزات المرحلة الثانية أو حتى توقيتها يبقى أمرا غير معروف، فإن الأكيد أنها ستكون "أخطر من الموجة الحالية". مصطفى الناجي، اختصاصي علم الفيروسات ومدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أكد أن انطلاق موجة ثانية للإصابة بكورونا هو "أمر حتمي"، و"يجب أن نستعد لها جيدا". ويقول الناجي "سننجح إذا كان الاستعداد جيدا.. هذا فيروس مستجد، لا نعرف كيف يعمل، يكون مختبئا وقد لا نكتشفه من الوهلة الأولى، والطفرة الجينية التي يمكن أن تحدث به لا يمكن توقعها". ويؤكد الخبير المغربي أن كل أربعة أيام تحدث طفرة جديدة بالفيروس، وبالتالي لا أحد يمكنه أن يتوقع ما سيحدث. من جانبه، يؤكد جمال الدين البوزيدي، أخصائي في الأمراض التنفسية والصدرية، حدوث موجة ثانية، منتقدا كون عدد كبير من المواطنين لا يلتزمون بالإجراءات الاحترازية. وتابع البوزيدي، قولا: "نبهنا إلى موجة ثانية الاحتمال تصاعدت حظوظه بشكل كبير"، مستدلا بعدد من الجوائح عبر التاريخ والتي شهدت هي الأخرى موجة ثانية أبرزها الجائحة الإسبانية. وأشار الأخصائي في الأمراض التنفسية والصدرية إلى أن الموجة الثانية غالبا ما ترتفع فيها الإصابات، "نظرا لكون الناس خلال الموجة الأولى يلتزمون؛ لكن حين رفع الحجر الصحي يخرجون بلهفة كبيرة، وهو ما يؤدي إلى كوارث في الموجة الثانية". وأوضح المختص أن هناك العديد من الأمور غير معروفة، وهناك 16 نقطة محط اختلاف؛ "من بينها هل الوباء يعطي مناعة دائمة؟ وهل هي عابرة؟ وقدرته على التحول". ويردف: "ثبت أن هناك موجة مؤكدة؛ فالوباء له قدرة كبيرة على الانتشار ، وهناك موجة ثانية في بكين وألمانيا"، متوقعا انطلاق الموجة الثانية بالمغرب ابتداء من شتنبر المقبل. وتحدث البوزيدي عن ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، قائلا "هي مسائل بسيطة وسهلة؛ لكن هناك تراخ، ينبغي للمواطنين أن يدركوا الخطر أن المغرب استطاع النجاح في المرحلة الأولى سواء من حيث الإصابات والوفيات. كما أن مؤشر العدوى لا يزال ضعيفا، لكن الناس بدؤوا يتراخون". ويتابع: "يجب محاربة الجهل والأمية في المجال، من بعد ثلاثة أشهر للتدريب يجب أن نكون قد اكتسبنا خبرات، ويجب أن تكون الإجراءات الاحترازية جزءا من عاداتنا اليومية سواء بإجراء التباعد وارتداء الكمامات". وتحدث البوزيدي عن أهمية ارتداء الكمامات، مشيرا إلى أن ارتداءها من قبل كل الأشخاص يساهم بالحماية بنسبة 95 في المائة، أما ارتداؤها من قبل شخص واحد يساهم فقط بنسبة أربعة في المائة. ويوضح المتحدث أن مخاطر العدوى مرتبطة بأربعة عناصر هي: المسافة والمدة وحمل الكمامة وهل مكان التواجد مغلق أو مفتوح، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة في مكان مفتوح تصل إلى 12 في المائة وترتفع في مكان مغلق إلى 75 في المائة.