تعرف المملكة منذ أيام انخفاضا في أعداد الإصابة بفيروس كورونا المستجد مقابل ارتفاع في عدد الأشخاص المتعافين؛ ناهيك عن أن عدد المتوفين وكذلك الموجودين في أقسام الإنعاش يعرف تراجعا، وهو ما يثبت أن "الوضعية مسيطر عليها" حسب جمال الدين بوزيدي، الأخصائي في الأمراض التنفسية والصدرية، لكنه في الآن نفسه يحذر من إمكانية الإصابة بموجة ثانية من العدوى تكون أقوى من الأولى. البوزيدي، ضمن تصريح لهسبريس، قال إن قراءة الأرقام تثبت أن "الوضعية مسيطر عليها، خاصة أن مؤشر العدوى بات أقل من واحد، وأن المصابين قل عددهم"، مؤكدا أن "التحسن راجع إلى القرارات الرشيدة التي تم اتخاذها في الوقت المناسب؛ ناهيك عن أن الفيروس مثل نظيره من الفيروسات ضعيف أمام الحرارة". وقال البوزيدي إن "النتائج الحالية مفرحة ومشرفة، فالمغرب أبان أن له سيادته الكاملة، من خلال اتباع البروتوكول العلاجي لهيدروكسي كلوروكين رغم الدراسة المشبوهة التي نشرتها ذا لانسيت البريطانية"، مؤكدا أن هيدوكسي كلوروكين يكون فعالا جدا في المرحلة الأولى للمرض ولا ينفع في المراحل المتأخرة. وحذر البوزيدي من إمكانية انتشار موجة ثانية من المرض، إما تكون الآن أو في الخريف المقبل، قائلا إن تاريخ العلوم يثبت ذلك، ومدليا بمثال الجائحة الإسبانية في 1918 التي لم تقتل الموجة الأولى منها الناس بقدر الموجة الثانية. وتحدث الخبير عن ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية رغم التطور الحاصل، وخاصة خلال فترة رفع الحجر الصحي، من قبيل الالتزام بثقافة حمل الكمامات واحترام المسافة الآمنة، مشيرا إلى أن المعامل والإدارات التي تشتغل حاليا عليها احترام شروط الوقاية، واحترام المسافة بين العاملين، وقياس حرارتهم بشكل مستمر، مع القيام بالمسح النشيط الكلي قبل الولوج إلى العمل. وأكد البوزيدي أن التطور الذي استطاعت المملكة تحقيقه الآن هو بفضل القيادة الرشيدة للملك، والشعب المغربي الذي يظهر في الأزمات أصالته ونوعيته النادرة، باستثناء بعض الناس الذين لديهم انعدام للمسؤولية. ويقول الخبير إن البلاد تعد نموذجا لعدة اعتبارات، خاصة أنها انطلقت في اتخاذ إجراءات إيجابية منذ بداية المرض، على عكس ما قامت به بلدان مثل البرازيل أو أمريكا أو المملكة المتحدة، وزاد: "لو كان الأمر كذلك لكنا في وضعية كارثية". ويردف البوزيدي: "القرارات الرشيدة التي تم اتخاذها في وقت مبكر، مع اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب، هو ما أدى إلى نتائج جد إيجابية، إضافة إلى عمل جميع الجهات المعنية معا بشكل تحمل فيه الكل مسؤوليته".