اعتبر جمال الإدريسي البوزيدي، أخصائي في أمراض الرئة والتنفس ورئيس الرابطة المغربية لمحاربة السل، أن المغرب استفاد من التجارب الدولية الناجحة في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، على غرار تجارب بلدان مثل الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة وحتى ألمانيا، وتجنب بذلك العواقب الكارثية للتجارب الفاشلة. وأوضح البوزيدي أن "بعض البلدان لم تطبق الحجر الصحي في كافة أنحاء البلاد، مثل الصين التي فرضته فقط على المناطق والجهات التي شهدت تفشي كوفيد-19"، مشيرا إلى أن المملكة اعتمدت خطة مماثلة خلال هذه المرحلة الثانية من خلال تخفيف الحجر الصحي بشكل أكبر في الجهات التي تنعدم فيها أو تشهد عددا ضئيلا من الإصابات والحالات النشطة وكذا عدد التكاثر الأساسي (R0)، فضلا عن عدم وجود حالات في العناية المركزة، على غرار المنطقة 1. وردا على سؤال حول المعايير الصحية المعتمدة لتنفيذ خطة تخفيف الحجر، أجاب الأخصائي في أمراض الرئة والتنفس أنه في المنطقة 2 "لا يزال عدد الحالات النشطة مرتفعا، كما أنها تواصل تسجيل الحالات الإيجابية المصابة بفيروس كورونا، ولا يزال عدد التكاثر الأساسي (R0) مستقرا في مستوى معين". وأضاف "لحسن الحظ، فإن معدل التكاثر الأساسي (R0) بالمغرب لا يتجاوز حاليا 0,7 في المائة، ويجمع الخبراء الدوليون على أنه عندما لا يكون الفيروس شديد الضراوة، كما هو الحال في المغرب، يمكن الشروع في رفع الحجر الصحي اعتبارا من معدل يتراوح ما بين 0,7 في المائة و0,9 في المائة". واعتبر الخبير أن هذا التوزيع "جدير بالثناء" كذلك بالنظر إلى أنه يسمح ب"تنافس إيجابي" بين مختلف الأقاليم، وذلك بشكل يجعل تلك الخاضعة للمنطقة 2 تبذل "المزيد من الجهود" للاستفادة من نفس تدابير المرونة المعتمدة في المنطقة 1، في حين تسعى هذه الأخيرة للحفاظ على مكتسباتها حتى لا تتدحرج إلى المنطقة 2. من جهة أخرى، قال البوزيدي إنه يتعين الذهاب إلى "أبعد من ذلك" من خلال تطبيق هذه الخطة نفسها على أحياء المدن من قبيل الدارالبيضاء والرباط وسلا وغيرها، مع الإبقاء على الحجر الصحي والقيود المصاحبة له في الأحياء التي تظهر بها بؤر عدوى، وتخفيفها في تلك التي تنعدم فيها حالات الإصابة. أما بخصوص التحديات المرتبطة بالمرحلة الحالية، فقد اعتبر الخبير المغربي أن "المرحلة الحالية مهمة للغاية، في حين ستكون المرحلة التالية حاسمة وحساسة"، موضحا أنه "يجب علينا تخطي هذه المرحلة بنجاح على غرار ما فعلناه مع سابقتها". وسجل أن المرحلة الحالية تتمثل، أيضا، في اجتثاث المرض من خلال انعدام عدد التكاثر الأساسي (R0)، وعدم تسجيل أية حالات نشطة أو إصابات جديدة. وفي ما يتعلق بالمعايير التي يتعين أخذها في الاعتبار من أجل رفع تام للحجر الصحي، أشار الدكتور البوزيدي إلى أن الأرقام المسجلة بالمغرب إلى حدود الآن تسمح برفع الحجر الصحي. وأضاف أنه قصد تجنب التداعيات الخطيرة المحتملة، حرصت المملكة على إعطاء الأولوية لصحة المواطن، على الرغم من أن عدد التكاثر الأساسي (R0) بالمغرب لا يتجاوز 0,7 في المائة، في حين أن رفع الحجر الصحي يصبح ممكنا انطلاقا من معدل لا يتعدى 0,9 في المائة. وخلص البوزيدي إلى أن قرار وزارتي الداخلية والصحة بتجميع حالات كوفيد-19 النشطة والحالات الإيجابية المستقبلية في مؤسستين صحيتين متخصصتين في كل من بنسليمان وبن جرير، مهم للغاية أيضا على اعتبار أنه يسمح باستئناف الأنشطة الاستشفائية والصحية الأساسية ويحد بشكل كبير من تفشي الفيروس.