في وقت تعيش ساكنة العاصمة الاقتصادية حجرا صحيا بسبب حالة الطوارئ الناجمة عن انتشار جائحة كورونا، وما يخلفه من معاناة نفسية، فإن هذه المعاناة تتضاعف مع انتشار الحشرات الضارة التي تقض مضاجعها. وتعيش العديد من أحياء الدارالبيضاء، هذه الأيام، على وقع غزو للمنازل من طرف بعض الحشرات الضارة، التي قضت مضاجع السكان، خصوصا في ظل ارتفاع الحرارة، ما جعل النوم يفارق أجفانهم. وعبر العديد من المواطنين بالدارالبيضاء عن استيائهم وتذمرهم من انتشار هذه الحشرات الضارة، من قبيل "شنيولا" و"الناموس"، التي طالت مختلف الأحياء، حيث تسببت للكثيرين في لسعات مع ظهور أمراض جلدية. ولَم يقتصر الأمر على هذه الحشرات، بل إن مواطنين تحدثوا عن العثور على ثعابين تسللت إلى الشقق الاقتصادية في بعض الأحياء، على غرار السالمية، حيث تم العثور على ثعبان في شقة تتواجد بالطابق الرابع، وآخر بالطابق الثاني. واستغرب المواطنون انتشار هذه الحشرات الضارة، والحاملة للسموم، والتي من شأنها أن تتسبب في إصابة أحد السكان، خصوصا الأطفال، مستنكرين صمت مجالس المقاطعات وغيابها عن تعقيم الأحياء للحد من انتشارها. وطالب المواطنون رؤساء المقاطعات بوجوب التدخل السريع، خصوصا أن الحشرات من قبيل "شنيولا" تكاثرت بشكل كبير، في وقت انهمكت جماعة الدارالبيضاء في تعقيم الشوارع من فيروس كورونا. ولفت مواطنون، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى كون التعقيم من هذا الفيروس الخطير لا يعني التخلي عن تطهير الأحياء والمناطق التي تعرف انتشار هذه الحشرات، وكذا البرك المائية في بعض المناطق الهامشية. وإلى جانب التخوف من فيروس كورونا فإن العديد من سكان الدارالبيضاء ينتابهم القلق من استمرار تكاثر هذه الحشرات الضارة وناقلة الأمراض، لاسيما بالمناطق التي تتواجد بها بعض الحدائق، والتي تستوجب بحسبهم المراقبة ورش المبيدات لتفادي تكاثر البعوض و"شنيولا". ويطالب البيضاويون مجلس المدينة وشركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للبيئة" بتكثيف حملات المعالجة ورش المبيدات في مجاري الصرف الصحي وتفعيل الوحدة الخاصة بمحاربة المضار وناقلات الأمراض وجمع الحيوانات الضالة، وعدم جعل خدماتها موسمية. وسبق أن أعطت الجماعة انطلاقة عمل هذه الوحدة، التي أنفقت على تجهيزها 20 مليون درهم، حيث وزعت مجموعة من التجهيزات والعربات على فريق من العمال الذين ستكون مهمتهم مواجهة هذه الحشرات المضرة والطيور الناقلة للأمراض والحيوانات الضالة، مع العمل على رش المبيدات في مجاري الصرف الصحي لوقف انتشار الفئران والصراصير.