بات المغرب في الأيام الماضية يُسجل أعلى معدلات الشفاء في العالم من مرض "كوفيد-19" بشكل غير مسبوق، بنسبة تصل إلى 90 في المائة، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول مدى مساهمة بروتوكول العلاج المعتمد على كلوروكين وهيدروكسي كلوروكوين في ذلك، في وقت يشهد فيه العالم نقاشاً واسعاً حول فعالية هذا الدواء. ويبدو أن قرار المغرب، منذ البداية، الاعتماد على هذا البروتوكول في علاج مرضى "كوفيد-19" كان صائباً رغم مواقف منظمة الصحة العالمية المتذبذبة بشأنه، خصوصا بعد دعوتها إلى تعليق استعماله ثم استئناف التجارب السريرية بعد تعليقها. وجاء تراجع منظمة الصحة العالمية عن موقفها المثير للجدل بعدما نأت مجلة "ذي لانسيت" الطبية العريقة بنفسها عن دراسة نشرتها عن الهيدروكسي كلوروكين ومرض "كوفيد-19"، وتعرضت لانتقادات واسعة بشأنها. وبات موقف منظمة الصحة العالمية بشأن البروتوكول العلاجي محط انتقادات واسعة، خصوصا بعدما كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن المنظمة وحكومات وطنية عدة غيرت سياساتها وطرق تعاملها مع مرض "كوفيد-19" استناداً إلى بيانات معيبة من شركة عالمية متخصصة في تحليل البيانات، وهو الأمر الذي وضع مصداقية بعض الدراسات الطبية التي نشرت في مجلات علمية مرموقة على المحك. ورفض المغرب توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن تعليق استعمال بروتوكول الكلوروكين وهيدروكسي كلوروكين، ولمح وزير الصحة، خالد آيت الطالب، إلى أن هذه الدعوات تتحكم فيها لوبيات شركات الدواء العالمية، مشيرا إلى ثمن العلبة الواحدة من هذا الدواء البالغ فقط "12 درهما، والفاهم يفهم". ووصلت نسبة الشفاء في المغرب إلى 90 في المائة، علما أن معدل التعافي العالمي هو 48.3 في المائة، وعلى المستوى الإفريقي يصل إلى 43.9 في المائة. وأكدت الدكتورة نجاة حافيظي، رئيسة قسم الإنعاش بوحدة "كوفيد-19" بمستشفى مولاي عبد الله بسلا، أنه لم يتم تسجيل أي أعراض جانبية لدى المرضى جراء استخدام البروتوكول العلاجي، مشيرة إلى أن حصيلة التعافي المرتفعة تعود إلى حزمة من الإجراءات كان المغرب من بين الدول الأولى في اتخاذها. وأوضحت الدكتورة نجاة، في تصريح لهسبريس، أن المغرب كان سباقاً إلى فرض الحجر الصحي وقواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الواقية، بالإضافة إلى البروتوكولات العلاجية التي أشرت عليها لجنة علمية وتقنية تابعة لوزارة الصحة. وقالت رئيسة قسم الإنعاش بوحدة "كوفيد-19" بمستشفى مولاي عبد الله بسلا إنه منذ بداية الوباء شرع المغرب في استعمال "الكلوروكين"، ثم ثانياً "الهيدروكسي كلوروكين" الذي أظهر بعض الأعراض غير المرغوب فيها، لكنها كانت جد محدودة لا تستدعي التدخل الطبي. وترى الدكتورة نجاة أن الإيجابيات الطبية إثر استخدام البروتوكول العلاجي كانت منذ البداية فعالة، وهو ما دفع وزارة الصحة إلى مواصلة اعتماده، مشيرة إلى أن هذا "البروتوكول لا يضم فقط الكلوروكين أو الهيدروكسي كلوروكين، بل قمنا أيضاً باستعمال أدوية أخرى مثلا في مصلحة الإنعاش بسلا أعطت نتائج غير متوقعة". وأشارت المتحدثة، في تصريحها، إلى أنه باستثناء حالات الوفاة القليلة جداً في بداية الوباء، "فإن جميع المرضى الذين تعافوا بمستشفى مولاي عبد الله بسلا كانوا بصحة جيدة". وبلغت حصيلة التعافي في المغرب إلى حدود مساء الخميس 7195 حالة شفاء، فيما استقرت حصيلة الوفيات في 208 حالات، بينما تستمر الحالات التي تتلقى العلاج في الانخفاض، ويصل عددها حاليا 600 حالة.