أكد البروفيسور عبد الفتاح شكيب، الاختصاصي في الأمراض المعدية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، والمشرف على قسم الإنعاش الذي يستقبل الحالات الحرجة الخاصة بكوفيد 19، أن المغرب متشبث بقراره الخاص بالبروتوكول العلاجي المعتمد على دواء الملاريا هيدروكسي كلوروكين لعلاج المصابين بفيروس كورونا. جاء هذا التأكيد بعد الجدل الذي أثير بعد تصريح مسؤولو منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين، أنه سيتم إيقاف استخدام هذا البروتوكول العلاجي في التجارب انتظارا لتقييم سلامة استخدامه. بناء على دراسة طبية حديثة تشير إلى أن هذا الدواء يمكن أن يزيد من خطر وفاة المصابين بكوفيد 19. وأضاف البروفيسور عبد الفتاح شكيب في اتصال بالجريدة، تعليقا على تصريح منظمة الصحة العالمية، بأن هذه الأخيرة لها الحق بإدلاء رأيها في أي موضوع صحي، لكن المغرب اتخذ قراره باستخدام دواء الملاريا هيدروكسي كلوروكين في علاج المصابين بكوفيد 19 منذ مارس الماضي بطريقة سيادية ومستقلة، وبتشاور مع اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية من الأنفلونزا والأمراض التنفسية، واستمر في نفس النهج بعد أن أثبت هذا العلاج دوره في الحد من تكاثر الفيروس في أنسجة المصاب، بل تدميره في كثير من الأحيان. وأشار إلى أنه في المغرب يتم تقديم الدواء لجميع المصابين بعد الاستفادة من تخطيط القلب القبلي في اليوم الأول من التكفل بعلاجه، ويستمر تقديم العلاج من طرف الأطباء المعالجين مدة خمسة أيام متتالية، على أن يستفيد المصاب من تخطيط للقلب بشكل يومي تقريبا. وأضاف نفس المصدر أن هيدروكسي كلوروكين يتم تسويقه واستعماله منذ سنة 1949، لأول مرة في الولاياتالمتحدة ثم في أوروبا، لعلاج الملاريا، حيث أدرك الاختصاصيون فيما بعد أنه يمكن أن تعالج به أمراض أخرى مثل بعض أنواع الروماتيزم وأمراض المناعة الذاتية. وهو عقار أثبت، في نفس الوقت، حسب البروفيسور شكيب، أنه يقوم بنشاط مضاد للفيروسات، لكنه للأسف لم يستخدم على نطاق واسع في الماضي لعلاج العديد من الفيروسات، وأظهرت دراسة أولى، تم إجراؤها في هذا الصدد بالصين، أن الكلوروكين أثبت فعالية في علاج كوفيد19، كما أجريت دراسات أخرى في فرنسا على المستوى الأوروبي. هناك أيضا فرق استخدمت هذه المادة، خاصة في تونس وبلدان أخرى. و«في المغرب قررت اللجنة التقنية والعلمية بوزارة الصحة وصف هيدروكسي كلوروكين لجميع المرضى، وليس فقط للحالات الخطيرة، حيث أكد نجاعته وفعاليته، وساهم تراجع نسبة الإماتة إلى معدل 2.7 ودراسة نحن بصدد إنجازها ستؤكد أهمية هذا البروتوكول في علاج المصابين بكوفيد 19». يقول نفس المصدر. يذكر أنه بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية الإثنين المنصرم أنها علقت «مؤقتا» التجارب السريرية لعقار هيدروكسي كلوروكين والتي تجريها مع شركائها في دول عدة، وذلك في إجراء وقائي. هيدروكسي كلوروكين هو أحد مشتقات الكلوروكين، ويوصف منذ عقود لمعالجة الملاريا. ويشهد منذ نهاية فبراير شهرة غير مسبوقة منذ نشر البروفسور الفرنسي ديدييه راوول دراسات عدة أظهرت في رأيه فاعلية هذا العقار إذا تم إقرانه بالمضاد الحيوي ازيتروميسين. وقد دحضت الباحثة المغربية سارة بلالي بفرنسا خلاصات الدراسة التي تبنتها منظمة الصحة العالمية حول عدم نجاعة دواء الكلوروكين، وهو نفسه العلاج المتبع بالمغرب ضد وباء كورونا المستجد. وقالت الباحثة التي تعمل ضمن فريق الدكتور ديديي راوول في تعليق لها على صفحتها الفيسبوكية: «الهيدروكسي كلوروكين هو أكثر الأدوية الموصوفة والأكثر مبيعا في العالم منذ سنوات والذي أصبح بين ليلة وضحاها من بين الأدوية الأكثرة خطورة!! لماذا لم يمنع استعماله منذ سنوات إلا الآن؟ هو صحيح لا ينصح إعطاؤه لفئة من المرضى ممن يعانون من مشاكل في القلب، لذلك يجب أن تكون الوصفة تحت إشراف الطبيب، وهو كأي دواء لديه أضراره الجانبية إذا تم إعطاؤه بطريقة غير صحيحة». وأكدت الدكتورة سارة بلالي أنه لا مجال للمقارنة بين هذه الدراسة أو غيرها مع ما تم اعتماده ببعض المستشفيات بفرنسا (مرسيليا مثلا) أو بالمغرب. يذكر أن هيئتين مسؤولتين عن حماية الصحة العامة في فرنسا الثلاثاء أعلنت معارضتهما استخدام هيدروكسي كلوروكين لعلاج مرضى كوفيد-19، بعد دراسة خلصت إلى أنه غير فعال، نشرت في مجلة "ذي لانسيت" الطبية المرموقة، حيث يسلط مؤلفو الدراسة الضوء أيضا على المخاطر التي يعرض هذا الدواء لها حاملي فيروس كورونا المستجد. من جانبها، أعلنت وكالة الأدوية الفرنسية أنها بدأت «كإجراء وقائي» بتعليق التجارب السريرية الجارية لتقييم هيدروكسي كلوروكين لدى مرضى كوفيد-19، إلا أن الباحث الفرنسي راوول ديديي، قال في رده على توصية منظمة الصحة العالمية، «أنا لم أغير رأيي، الكلوروكين كان يستعمل قبل كورونا بدون أي مشاكل، والآن يتم الحديث عن خطورته لسبب واضح، هو أنه رخيص وفي متناول الجميع، والآن يتم الترويج لأدوية جديدة يقارب سعرها 200 اورو ويجري تشويه الكلوروكين والترويج لمضاره، الدافع تجاري وربحي لا غير، الأمر واضح».