قالت منظمة الصحة العالمية إنّ اختبار دواء الملاريا هيدروكسي كلوروكين كعلاج محتمل لفيروس كورونا قد توقف بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. وقالت المنظمة يوم الاثنين إنّه تم تعليق الاختبارات مؤقتاً في عدة دول كإجراء احترازي. ويأتي ذلك بعد أن أشارت دراسة طبية حديثة إلى أنّ الدواء يمكن أن يزيد من خطر وفاة المرضى من كوفيد-19. وكان الرئيس دونالد ترامب قال إنه يتناول الدواء لإبعاد الفيروس عنه. وروّج الرئيس الأمريكي مراراً للعقار المضاد للملاريا خلافاً للمشورة الطبية وعلى الرغم من تحذيرات مسؤولي الصحة العامة من أنه يمكن أن يتسبب بمشاكل في القلب. وذكرت دراسة في دورية “ذا لانست” The Lancet الطبية الأسبوع الماضي، أنه لا توجد فوائد لعلاج مرضى فيروس كورونا باستخدام هيدروكسي كلوروكوين وأنّ تناوله قد يزيد من عدد الوفيات بين أولئك المصابين بالفيروس في المستشفى. ويعتبر استخدام هيدروكسي كلوروكوين آمن للملاريا وحالات مثل الذئبة أو التهاب المفاصل ولكن لم توصي أي تجارب سريرية باستخدامه لعلاج كوفيد-19. وقد أثارت منظمة الصحة العالمية، التي تجري تجارب سريرية للعديد من الأدوية لتقييم أي منها قد يكون مفيداً في علاج المرض، مخاوف بشأن تقارير عن علاج بعض الأفراد لأنفسهم ذاتياً باستخدام العقار وإلحاق ضرر بالغ بأنفسهم. وقال مسؤولون في وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين، إنّه سيتم إيقاف استخدام هيدروكسي كلوروكين في تلك التجارب انتظاراً لتقييم سلامة استخدامه. وشملت دراسة المجلة 96 ألف مصاب بفيروس كورونا، تمّ إعطاء ما يقرب من 15 ألف منهم هيدروكسي كلوروكوين – أو شكل مرتبط بالكلوروكين – إما بمفرده أو مع مضاد حيوي. وخلصت الدراسة إلى أنّ المرضى كانوا أكثر عرضة للوفاة بعد دخولهم المستشفى وتطوّر مضاعفات في ضربات القلب مقارنةً مع مرضى كوفيد-19 الآخرين في المجموعة الأخرى. وكانت معدلات الوفيات للمجموعات المعالجة هي: هيدروكسي كلوروكوين 18 في المئة. الكلوروكين 16.4 في المئة؛ المجموعة التي لم تعالج باستخدام هيدروكسي كلوروكوين أوالكلوروكين 9 في المئة. أما أولئك الذين عولجوا باستخدام هيدروكسي كلوروكين أو الكلوروكين بالاضافة الى المضادات الحيوية، فكان لديهم معدل وفاة أعلى. وحذر الباحثون من عدم استخدام هيدروكسي كلوروكين خارج التجارب السريرية.