منذ تأسيس أولى لبنات دولة الإسلام في المدينةالمنورة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظهرت فئة المنافقين التي ادعت انتماءها لجماعة المسلمين بينما كانت سرائرها تُبْطن حقدا عليهم و على دينهم. "" بين الأمس و اليوم، بقي الإسلام و أهله و بقيت أيضا فئة المنافقين التي تدعي انتماءها لجماعة المسلمين بينما سرائرها تُبْطن حقدا عليهم و على دينهم.
منافقو الأمس كانوا يتآمرون في السر و في جنح الظلام، بينما منافقو اليوم فيجاهرون بتآمرهم و معاداتهم للإسلام و تعاليمه.
منافقو الأمس سترهم رسول الله و لم يشأ أن يفضح أسماءهم، بينما منافقو اليوم فيوقعون مقالاتهم و كتاباتهم و يكتبون أسماءهم بأيديهم، بل و يُطلون علينا بصورتهم و صوتهم عبر أمواج التلفزة و بحار الأنترنيت.
منافقو الأمس كانوا يكتفون بنشر الإشاعات و الأكاذيب لخلق الفتنة و البلبلة، بينما منافقو اليوم فوَجهوا بَوصلة سهامهم صوب أساسيات التشريع الإسلامي و ركزوا جهودهم في الطعن و التشكيك في الثوابت و المسلّمات.
فهاهي إحدى مناضلاتهم تتجرأ على التصريح حرفيا : أحب ملكي و أختلف معه و أحب ربي و أختلف معه (كان ذلك في مدينة طنجة في المؤتمر الذي عُقد أواخر التسعينات تحذيرا من خطر الإسلاميين). و هاهو مدير جريدة الصباح و ليكونوميست يصرح في تمرد واضح على أوامر الخالق أن على المرأة ألا تُخفي علينا شعرها و ألا ترتدي الحجاب الذي يستر جمالها ... و هاهو مدير جريدتي تيل كيل و نيشان يستهزئ بالذات الإلهية و بالرسول و بمقدسات المسلمين في الملفات التي تنشرها جريدتاه (ملف النكث نموذجا).
و بخصوص الأحوال المدنية، فطبعا لا تزال آلتهم الإعلامية تواصل نضالها من أجل اجثثات كل ما يمت للشرع بصلة في مدونة الأسرة. و لعل صدمتهم كانت قوية عندما شاهدوا الأسبوع الماضي كيف أن رئيس أساقفة كانتربري في بريطانيا الدكتور روان ويليامز يؤيد تطبيق الشريعة الاسلامية في القانون المدني البريطاني...
و الأمثلة كثيرة على جهادهم المستمر في سبيل إعلاء صوت الباطل. و إذا طُلب منهم الإحتكام إلى المنهاج الذي ارتضاه لنا الخالق الذي هو أعلم بما يصلح لعباده اتهموك بالظلامية و الرجعية..و سبحان الله القائل في كتابه : وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَي مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَي الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً حسبنا الله و نعم الوكيل.. يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ