يبدو أن تداعيات جائحة فيروس كورونا، وفق مهنيين، كان لها الأثر البالغ على أرباب المخابز، فإلى جانب ضعف الإقبال على الحلويات برزت مصاريف إضافية لتغطية متطلبات إجراءات الصحة والسلامة، من مواد تعقيم وأدوات الوقاية، كمامات وقفازات، أثقلت كاهلهم ورفعت من تكلفة الخبز وفاقمت حجم الخسائر. وفي وقت تستعد السلطات العمومية لإعطاء إشارة العودة إلى الحياة شبه الطبيعية، أعلن المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لأرباب المخابز والحلويات حزمة مقترحات لضمان إقلاع اقتصادي قادر على بعث الروح في ما تبقى من القطاع الحيوي. ودعا التنظيم ذاته، ضمن تقرير مفصل توصلت به هسبريس، إلى اعتماد مقاربة علمية حديثة من أجل تأهيل القطاع وتنميته وتنظيم مناظرة وطنية لدراسة وتشخيص واقعه، والعمل على إيجاد حلول تضمن إنعاشه. وطالبت الفيدرالية المغربية للمخابز والحلويات بتمكين المقاولات من الولوج إلى تمويلات بدون شرط وبدون فائدة، مع ضرورة اعتماد نظام ضريبي خاص بالمخابز مراعاة للظرفية الحساسة وما أفرزته تأثيرات الجائحة على رقم المعاملات والخسائر الكبيرة التي تكبدها المهنيون. وناشد أرباب المخابز الحكومة والسلطات الوصية تحمل جزء من واجبات الاشتراك في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من أجل تشجيع المقاولات العاملة على الزيادة في مناصب الشغل، مع اعتماد تعريفة كهربائية خاصة بالمخابز. ومن أجل الرقي بالقطاع والرفع من الإنتاج اقترحت الفيدرالية ذاتها تنظيم معارض جهوية ووطنية وتظاهرات دولية لتبادل الخبرات والتجارب، وكذا تنزيل برامج للتكوين قادرة على الرفع من مستوى القطاع؛ علاوة على ضرورة البحث عن حلول جذرية ومناسبة لإدماج القطاع غير المهيكل، مجددة تنصيصها على تسريع المصادقة على دليل الممارسة الجيدة. وكان أرباب المخابز أعلنوا مبادرات تعزز معايير السلامة الصحية، منها "لا تلمس الخبز بيدك"، ومبادرة "الخبز للجميع" تضامنا مع كل شخص فقد عمله أو في وضعية صعبة؛ كما انخرطوا في إنتاج وصلات من أجل التوعية والتحسيس بإمكانيات بسيطة، إلى جانب الاستجابة لنداء مراكز تحاقن الدم من أجل التبرع بهذه المادة الحيوية غير القابلة للتصنيع.