وسط حضور أمني مكثف، وإجراءات احترازية صارمة، في ظل انتشار وباء كورونا المستجد، جرى ظهر اليوم الجمعة تشييع جنازة الراحل قيدوم الاتحاديين، الذي ألفوا مناداته ب"المجاهد سي عبد الرحمان". وضربت السلطات الأمنية انطلاقا من مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان طوقا على جنازة الراحل الوزير الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، مانعة بذلك أي تجمع واكتظاظ قد يرافق عملية دفن شخصية نالت حب المغاربة بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم. وعرفت مقبرة الشهداء بمنطقة أولاد زيان بالعاصمة الاقتصادية، بناء على تعليمات عليا، طوقا أمنيا، باستعمال الحواجز ونشر عدد من المصالح الأمنية والقوات المساعدة، لمنع توافد المواطنين والفعاليات السياسية والمدنية التي قد تحضر لتشييع جنازة رجل ليس كالرجال. وشهدت هذه الجنازة الاستثنائية لرجل استثنائي في زمن لم يشهد العالم مثله حضور عشر شخصيات فقط ممن سمح لهم بذلك، متمثلة في قيادات اتحادية يتقدمها الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، وبرفقته رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، اللذين انصرفا بمجرد تشييع جنازة الراحل اليوسفي. كما عرفت هذه الجنازة حضور كل من إدريس جطو، الوزير الأول الأسبق التيكنوقراطي الذي عين بعد المرحلة التي قضاها الراحل في الوزارة الأولى، رئيس المجلس الأعلى للحسابات، إلى جانب فتح الله ولعلو. ومن جانب أسرة الراحل، حضرت زوجته "إيلين" ورفيقة دربه التي ظلت بجانبه حتى آخر لحظات عمره التي قضاها داخل مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وزوجة ابن شقيقه، إلى جانب بعض أصدقائه. وعرف المستشفى الجامعي المذكور حضور قيادات أخرى من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وشخصيات حقوقية، ضمنهم حميد الجماهري، والمهدي مزواري، عضوي المكتب السياسي للحزب، إلى جانب صلاح الدين الوديع، رئيس حركة ضمير. وتسبب وباء كورونا في غياب صديق درب اليوسفي أمبارك بودرقة، الملقب ب"عباس"، محرر مذكرات اليوسفي الأخيرة، الذي ظل عالقا في باريس بعد وقف الرحلات الجوية منذ انتشار الفيروس. وحسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية فإن دفن جثمان المجاهد اليوسفي بمقبرة الشهداء بأولاد زيان كان بناء على تعليمات من الملك محمد السادس، الذي كان يواكب حالته الصحية لحظة بلحظة وهو داخل المستشفى. وكشفت مصادر الجريدة أن اتصالا جرى بزوجة اليوسفي وكذا صديقه المقرب بودرقة، لمعرفة ما إن كان قد أوصى بدفنه في مقبرة معينة، فتم التأكيد على كون الراحل لم يترك أي وصية في هذا الجانب، ليتقرر بعدها دفن المجاهد و"تاجر السلاح" بمقبرة الشهداء. وقد ووري جثمان الراحل اليوسفي الثرى بجانب ضريح عبد الله إبراهيم، رابع رئيس حكومة بالمغرب بعد الاستقلال، والذي وافته المنية شهر شتنبر 2005. هذا وتوفي، صباح اليوم، عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق، بعد معاناة طويلة مع المرض، عن عمر يناهز 96 سنة. وكان قد جرى، بناء على تعليمات الملك محمد السادس، نقل الوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي صوب المستشفى لتلقي العلاج، منذ نهاية الأسبوع الماضي، بعد آلام على مستوى الصدر، رجحت مصادر الجريدة ارتباطها بالحجر الصحي واقتصار تنفسه على رئة واحدة فقط.