وصلت الطفلة خديجة التي تعاني من مرض تشمع الكبد، الأربعاء 8 فبراير الجاري، إلى مدينة مارسيليا الفرنسية لإجراء التحاليل الطبية النهائية، قبل تحديد موعد العملية الجراحية المعقدة التي ستجريها الطفلة ذات الأربع سنوات على كبدها المريض تحت إشراف أهم الجراحين الفرنسيين بالمستشفى الجامعي "لاتيمون" بمدينة مارسيليا. وأكد الفنان هشام بهلول الذي رافق الطفلة في رحلتها العلاجية على نفقته الخاصة، أن الأمور تسير لحد الآن على ما يرام بعد إطلاع أطباء مستشفى "لاتيمون" للأطفال على حالتها مع أخذ عينات من كبدها المريض من أجل إخضاعها لعدة تحاليل لمعرفة مدى قبول جسدها المريض للعملية المفترضة لزرع كبد لها. وسرد الفنان هشام بهلول في اتصال مع "هسبريس" من فرنسا تفاصيل الرحلة العلاجية التي كادت أن تلغى بسبب المعدات الطبية التي يتوجب توفرها في الطائرة التي كان من المفروض أن تقل الطفلة خديجة من المغرب إلى فرنسا،وهو ما جعلهم يتخلفون عن رحلتهم الأولى المتوجهة إلى مارسيليا، نظرا لعدم تجاوب الطفلة خديجة مع الأوكسجين المتوفرة بطائرة الخطوط الملكية المغربية، مما استدعى تأجيل الرحلة والاتصال ببعض المسؤولين في الدولة للمساعدة في توفير المعدات الطبية المطلوبة في الطائرة التي ستقل الطفلة خديجة في رحلتها العلاجية المعقدة والطويلة. وأكد بهلول بتأثر بالغ أنه لم يجد أمامه إلاّ الاتصال بوزير الإسكان والتعمير وسياسية المدينة محمد نبيل بنعبد الله طالبا منه المساعدة والتدخل من أجل إيجاد حل مع الخطوط الملكية المغربية، وهو ما كان بالفعل بعد أن اتصل الوزير بنعبد الله بالمدير العام للخطوط الملكية المغربية إدريس بنهيمة الذي استجاب بدوره للطلب وأمر بتوفير ما يلزم للطفلة خديجة من أجل أن تسافر عبر الخطوط الملكية المغربية في ظروف مواتية تراعي حالتها الصحية. هذا في الوقت الذي عبّر فيه نور الدين مبطول وهو قائد الطائرة للرحلة رقم At730 التي سافرت فيها الطفلة خديجة من الدارالبيضاء إلى مارسيليا عن تضامنه الكامل مع حالة خديجة كما احتضنها طاقم الرحلة بكامله في جو إنساني مؤثر. التضامن مع الطفلة خديجة عبّرت عنه أيضا العديد من الفعاليات السياسية المغربية المهاجرة كما هو الحال مع المستشارة من أصل مغربي في بلدية "لاكولون" الفرنسية أومين مرية التي ذوّبت العديد من الصعاب في طريق الطفلة خديجة، كما عمل قائد الدرك الوطني الفرنسي شخصيا من أجل التدخل لدى سفارة بلاده في الرباط لتقريب موعد حصول الطفلة خديجة ومرافقيها على التأشيرة، هذا في الوقت الذي احتضن فيه العديد من المغاربة المقيمين بفرنسا الطفلة خديجة ووالدتها والفنان هشام بهلول في بيوتهم رافضين إقامتهم في الفنادق. وينتظر الأطباء بمستشفى "لاتيمون" يوم الاثنين القادم نتائج التحليلات الكاملة على عينات كبد الطفلة خديجة التي سيبني عليها طبيب التخدير بذات المستشفى تقريره النهائي قبل الحسم في إجراء عملية زرع الكبد من عدمها. ومعلوم أن الطفلة خديجة ذات الأربع سنوات تعاني من تشمع في الكبد وتحتاج لعملية زرع كبد من متبرع، وهو كان يحتاج لمبالغ طائلة تزيد عن 200 مليون سنتيم لإجراء مثل هذه العملية، غير أن تسليط الضوء على حالتها من خلال "هسبريس" وراديو بلوس والعديد من المنابر الإعلامية دفع بالعديد من المحسنين للتبرع للطفلة خديجة بمبالغ مهمة منهم سيدة تبرعت لوحدها بمبلغ 200 مليون سنتيم تم ضخها في الحساب البنكي الخاص بالطفلة والذي يوجد في اسم والدتها السيدة نعيمة ويمكن لأي كان الإطلاع على الرصيد الموجود فيه وكل المعطيات الخاصة به في حالة طلب ذلك.