في خطوة إنسانية تحمل الكثير من الدلالات العميقة، أقدم الفنان هشام بهلول على إشهاد الله ورسوله وكل أصدقائه المنتسبين لصفحته الفيسبوكية على قراره القاضي التبرع بأعضاء جسده بعد مماته، والذي قال أنه قرار اتخذه وهو في كامل قواه العقلية والجسدية. هشام بهلول شكر الطفلة خديجة التي تعاني من تشمع الكبد وتحتاج لعملية جراحية معقدة لتعود لحياتها الطبيعية، لأنها منحته درسا في الحياة، وكانت دافعا قويا لاتخاذه هذا القرار الذي نبع من مأساة هذه الطفلة ذات الأربع سنوات. لم يخف هشام بهلول في اتصال ب"هسبريس" كل الحمولة العاطفية والنفسية التي أرهقته وآلمته وهو يرى الطفلة خديجة تعاني في صمت، وتضع بشكل دائم قنينات الأوكسجين بجانبها كي تعيش وتكبر وتحلم وتصنع حياتها الطبيعية. "عانيت نفسيا بشكل كبير وأنا أرى في عيون خديجة الرغبة في الحياة والإصرار على ذلك"، يقول الفنان هشام بهلول بتأثر بالغ ثم يضيف: "كان يؤلمني وأنا أفكر في العملية الجراحية التي تحتاجها خديجة، فبالرغم من جمع المبلغ المطلوب للعملية مازالت هناك إجراءات معقدة على العائلة أن تسلكها، بدءا بالتسجيل في لائحة الانتظار بمستشفى مختص في مثل هذه العمليات بفرنسا أو بلجيكا، مرورا بانتظار متبرع أوصى بمنح كبده بعد مماته لمن يحتاجه، وكل هذه الإجراءات ستجعل الطفلة خديجة تحت رحمة قناني الأوكسجين والانتظار.. فعلا مؤلم هذا الإحساس"، لهذا يضيف هشام بهلول قررت التبرع بأعضاء جسدي بعد مماتي من أجل إنقاذ مثل حالات الطفلة خديجة التي تحتاج للحياة. وفي الوقت الذي كان فيه هشام بهلول، وهو يذيع الخبر لأول مرة على أثير إذاعة راديو بلوس بتخوف من ردة فعل والدته، تفاجأ وهو يسمع أن الوالدة ترغب أيضا في الإقدام على نفس الخطوة التي اتخذها ابنها، الذي لم يخف ل"هسبريس" أن هناك اختلاف كبير بين علماء الأمة حول مسألة التبرع بالأعضاء، وقد أطلع على بعضها، غير أنه يعتبر أن هذا الاختلاف رحمة بالعباد ويتمنى أن لا يكون قد خالف ما هو شرعي في قراره تاركا في الآن نفسه رسالة إلى العلماء بأن ينوروه في هذا السياق، كما طالب بأن يفتح نقاش جدي في مسألة التبرع بالأعضاء من أجل تقوية التعاضد والتآزر بين الناس في المحن وانقاد العشرات من الناس الذين يحتاجون للفتة إنسانية كفيلة بغرس بذرة الأمل والحلم في حياتهم.