أنقذ أحد المحسنين حياة طفلة مريضة بتشمع في الكبد، بعدما حول مبلغ 200 مليون سنتيم في الحساب البنكي المخصص للتبرع من أجل إجراء عملية زرع الكبد للطفلة خديجة، ليرتفع المبلغ إلى 250 مليون سنتيم وهو الثمن المحدد لإجراء العملية في الخارج وفي هذا الصدد، يعكف فريق طبي بمستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء، على دراسة نتائج التحاليل التي قامت بها الطفلة خديجة المصابة بتشمع في الكبد، والتي تبلغ من العمر أربع سنوات وتعيش بقناع أوكسجين لا يفارق وجهها، من أجل مباشرة إجراء عملية زرع الكبد في الخارج في إطار ما يسمى بالتبرع بالأعضاء وهي العملية التي تتطلب وقتا طويلا. وقد اجتمع مجموعة من الفنانين والجمعويين، ليلة أول أمس الثلاثاء، بمستشفى طب الأطفال ابن رشد في الدارالبيضاء، للتعبير عن مؤازرتهم الإنسانية للطفلة ووالدتها التي لا تفارق الدموع عينيها بعدما أعطاها المحسنون فرصة لإنقاذ حياة ابنتها. من جهته، أعرب الفنان هشام بهلول عن امتنانه وشكره لكل من ساهم في التبرع لإنقاذ خديجة، متأسفا على الوضع الذي يعيشه مرضى الكبد بشكل خاص، والذي يزداد تأزما لافتقارهم لتغطية صحية، مطالبا الحكومة الجديدة بإيلاء الاهتمام لصحة المواطنين. وأكد بهلول أن مجموعة من الفنانين تفاعلوا مع حالة خديجة وأبدوا استعدادهم لمساعدتها والتضامن معها، بحيث وجهوا نداء بالصوت والصورة إلى القلوب الرحيمة للتبرع من أجل زرع الحياة في كبد هذه الطفلة، واصفا شعوره بعد استيفاء المبلغ المخصص لإجراء العملية في الخارج ب«الانفراج الكبير». وأوضح الفنان، صاحب هذه المبادرة الإنسانية برفقة مجموعة من الفنانين والإعلاميين الآخرين، أن أسرة الطفلة تلقت مجموعة من العروض من قبل أشخاص في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا مقترحين مجانية العملية، ولكن لحد الساعة لم يتم تحديد توقيت السفر والوجهة المختارة في انتظار نتائج التحاليل التي حددت لها مدة 15 يوما. من جهتها، أوضحت سعيدة الحليمي مستشارة قانونية، أنه تم توسيع دائرة المتضامين في الشبكة العنكبوتية من خلال صفحة الفايس بوك التي ساهمت، في توسيع دائرة التبرعات. أما أديب السليكي، مقدم برنامج بصراحة على راديو بلوس، فقد أشاد بتضامن المواطنين مع حالة خديجة، مؤكدا أن البرنامج الذي يقدمه يتلقى مئات الملفات وطلبات المساعدة والتي كانت حالة خديجة من ضمنها. وكانت والدة الطفلة نعيمة بلمختار قد وجهت نداء من خلال شريط فيديو إلى المحسنين، توضح فيه معاناة طفلتها التي كانت تعيش ظروفا مزرية في منزل لا يوفر لها شروط التنفس السليم، وهو الأمر الذي لعب فيه المتضامنون دورا كبيرا حيث نقلت الطفلة عبر سيارة إسعاف من بيتها في اكادير إلى الدارالبيضاء، حيث تواصل العلاج في مستشفى ابن رشد في ظروف صحية مستقرة.