دافع خالد آيت الطالب، وزير الصحة، اليوم الخميس، عن استمرار الحجر الصحي في المغرب لمواجهة انتشار فيروس كورونا، موضحا أن "الرفع السريع للحجر ستكون له عواقب وخيمة، وستقع انتكاسة لن تتحملها إمكانياتنا". فخلال اجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب لدراسة طلبات الفرق المتعلقة بحصيلة المرحلة الأولى من الحجر الصحي وتقييم استراتيجية وزارة الصحة لمكافحة فيروس كورونا، نبه آيت الطالب إلى أن "العلوم الوبائية تتحدث عن كون الانتكاسة تكون لها آثار مضاعفة مقارنة مع الحالة العادية التي أعطتنا نتائج إيجابية". وتساءل وزير الصحة قائلا: "إذا كانت الحالة الوبائية المتحكم فيها بكل هذه الإجراءات تظهر لنا رغم ذلك بعض البؤر، فكيف سيكون الوضع إذا تم رفع الحجر؟"، وأجاب: "النتائج ستكون وخيمة إذا تم الأمر بشكل سريع". وأوضح آيت الطالب أن 95 في المائة من المغاربة احترموا الحجر الصحي وإجراءات السلامة، موردا أن "قلة لم تحترم، وهو ما أعطى انعكاسات سلبية؛ منها انخفاض عمر المصابين الذي خلق قلقا لدى الوزارة". وزير الصحة جدد التأكيد أن "الغموض يكتنف العديد من حقائق هذا الفيروس، لأن سلوكه غير مضبوط"، مبرزا أن انتقال الفيروس وتطوره يطرح أكثر من سؤال اليوم. وبخصوص الحالة الوبائية في المغرب، أوضح المتحدث أن الوزارة أقدمت رفقة شركائها على إعداد تطبيق حول تطور الوباء في المغرب، يقدم تصورا شاملا عن حالات فيروس كورونا، مشيرا إلى أن "الإجراءات التي اتخذها المغرب قلصت من النسبة المئوية للوفيات بين صفر و2 بالمائة، وخرجنا من حالة الذروة ونحن في منحنى الحالة الوبائية". آيت الطالب قال إن قراءة للمؤشرات الإيجابية تعطي صورة مطمئنة رغم وجود مؤشرات سلبية، معتبرا أن "الوضعية الوبائية متحكم فيها، لأن 85 بالمائة من الإصابات الجديدة سجلت في صفوف المخالطين، في حين تجاوزنا 10 آلاف تحليل مخبري يوميا". المسؤول الحكومي أضاف أن "المغرب الآن لا ينتظر مجيء الفيروس، بل أصبح يبحث عنه، خصوصا ضمن المواطنين الذين لا أعراض عليهم، وذلك بهدف محاصرته على مستوى الجهات"، مبرزا أن الحالات التي تخضع للعلاج، المحددة في 2531، تشكل 8 حالات لكل 100 ألف نسمة، وهو رقم مطمئن بالنسبة للمؤشر الدولي الذي يحدد 10 حالات. واعتبر وزير الصحة في هذا الصدد أن الإجراءات التي اتخذها المغرب جعلته يتحكم في التطور الوبائي، مذكرا بالتدابير التي تم الاعتماد عليها، ومنها استمرار الطوارئ الصحية والحجر الصحي، واستعمال الكمامات، واعتماد دواء الكلوروكين. وقال آيت الطالب إن المغرب تجنب الأسوأ، ومنه تفادي 9 آلاف وفاة، كما أن الإجراءات المتخذة جعلت المملكة نموذجا عالميا، موردا أن التأخر لمدة أسبوع كان سيجعل الإصابات اليوم تطال أزيد من 18 ألف حالة.