في تمام الساعة الثالثة صباحا من اليوم الخميس، انطلقت رحلة استثنائية من النّاظور إلى مدينة الدارالبيضاء لنقل مواطنين من حاملي الجنسية المزدوجة العالقين بالمغرب صوب مدينة دوزلدوف الألمانية. وأشرفت السلطات المحلية بالناظور على إجراءات ترحيل 155 من المواطنين العالقين بالمغرب غداة إغلاق جميع المعابر الحدودية في خطوة احترازية لتطويق انتشار فيروس كورونا المستجدّ. ومن المنتظر أن يستأنف العالقون، أفرادا وعائلات، رحلتهم التي تمّت وفق إجراءات أمنية مشددة جويا انطلاقًا من مطار محمّد الخامس الدولي صوب ألمانيا بعد زوال اليوم الخمس. وخصصت السلطات المغربية 6 حافلات لنقل هؤلاء العالقين الذين قضوا ما يقارب 3 أشهر بالمغرب منذ تعليق جميع الرّحلات البحرية والجوية منتصف شهر مارس المنصرم. ميمون بوطاون، مواطن مغربي حامل للجنسية الألمانية، قال في تصريح لهسبريس: "تركت زوجتي وأبنائي في ألمانيا وزرت عائلتي الكبيرة في المغرب قبل أن يتم تعليق جميع الرحلات فجأة، نظرًا للظروف الاستثنائية التي عاشها العالم بسبب الوباء". وأضاف المتحدث المقيم بمدينة فرنكفورت قائلا: "كانت ظروفا صعبة جدا، فلأوّل مرّة أغيب عن أبنائي طيلة هذه المدّة في الوقت الذي يعيش فيه الجميع حالة ترقّب وقلق مستمرّة، وقد كنّا ننتظر هذه الفرصة بفارغ الصّبر قبل أن تسمح لنا السّلطات أخيرًا بالمغادرة". كريم محمدي، المنحدر من حيّ "لعري الشيخ" بالنّاظور، أحد أفراد الجالية المقيمة بألمانيا، عبّر عن سعادته بالعودة أخيرًا إلى بلد الإقامة، مشيدًا بهذه الخطوة التي أشرفت عليها السّلطات المغربية بتنسيق مع السّفارة الألمانية. وقال محمدي: "كنت بصدد قضاء عطلتي لمدة ثلاثة أسابيع بالمغرب مع والديّ في حي لعري الشّيخ، وخلالها تمّ تعليق جميع الرّحلات لأبقى هنا عالقا، وقد ظللنا على تواصل مستمر مع السّلطات إلى حين الإعلان عن هذه الرحلة الاستثنائية." جدير بالذكر أن عددا من المواطنين من حاملي جنسيات بلدان أوروبية مازالوا عالقين بالمغرب منذ تعليق جميع الرّحلات الجوية والبحرية، فيما تمّ ترحيل آخرين على شكل دفعات عبر رحلات استثنائية.