أعلنت شعبة الدراسات الأمازيغية بجامعة محمد الأول بوجدة تنظيم ندوة وطنية تفاعلية في موضوع "حوسبةُ اللغة الأمازيغية وتحدّياتُ الانخراطِ في عَالم الذَّكاءِ الاصطناعي". ويراهن المنظمون لهذه الندوة على جعلها منتدى للاتصال والتعاون بين جميع الكفاءات الوطنية، بحثّهم على تقديم بحوث أصيلة تتسم بالأبعاد العملية الإجرائية، وتعرض المنجزَ العلمي في المجال، والأهمية التي يحظى بها في حقل التطبيقات اللغوية عبر الحاسوب، كما تعالج مختلف الإشكالات التي تعترض مشاريع حوسبة اللغة الأمازيغية أسوة بالألسن السائدة في سوق الاستعمال اللغوي ذي الحامل الإلكتروني. وفي ديباجة الندوة، قال القائمون عليها إن لفظ الحوسبة يطلق على الدراسة الدقيقة التي تسعى إلى حلّ مشكلات التوليد والفهم الآلي للغات الإنسانية الطبيعية، أي تحويل عينات ونماذج اللغات الإنسانية إلى تمثيل شكلي صوري يسهّل على برامج الحاسب الآلي تطويعه والتعامل معه. ويرتكز هذا المجال البحثي الدقيق على نظريات الذكاء الاصطناعي وعلم اللغة الحاسوبي وعلم اللغة العام والإعلاميات والرياضيات والمنطق والعلوم المعرفية، وهو محلّ تطور وتنافس شديدين يجريان في رحاب المؤسسات البحثية والاقتصادية العالمية، لما يتيحه من عائدات وأرباح مادية وتنموية غير خافية. وأضافوا: "لقد صار ممكنا، في ظل هذا التنافس المحموم، تصور إمكانية وضع إطار دقيق لمحاكاة تجمع بين العقل البشري بما ينتجه من كلام وفكر وإبداع قولي وغير قولي، وبين أنظمة الحاسوب الرقمية، أو ما يعرف بالذكاء الاصطناعي، حيث تتم برمجة الحاسوب بمواد تمكنه من استيعاب كل العمليات اللغوية التطبيقية التي من شأنها تقديم تفسيرات علمية وحلول عملية لمختلف القضايا اللغوية المتعلقة بالمعجم والصوت والتركيب، بل ويصبح الحاسب الآلي قادرا على التحليل والاستنباط والتصنيف والتقييم والإحصاء وغير ذلك من العمليات التي هي من وظيفة العقل البشري، ومن ثم استشراف آفاق جديدة من أجل تحسين أداء الحاسب الرقمي في مجال حوسبة اللغة واستغلال مخزونها المعرفي". وأورد المنظمون أنه نظرا لما يعرفه العالم من تطور في هذا المجال، واعتبارا لما تختزنه اللغة الأمازيغية من مؤهلات لسانية وحضارية لم تُلحق بعدُ بأحياز الاستقراء والعمل البحثي التطبيقي، وحرصا على الاستفادة من تجارب الآخرين في شتى الحقول المعرفية ذات الصلة باللسانيات الحاسوبية، فقد تقرر تنظيم هذه الندوة.