بعدما تعذّر تنظيم الملتقى السادس للجغرافيين الشباب، الذي كان مقّررا شهر أبريل المنصرم، بسبب توقيف الدراسة الحضورية على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد؛ نجح القائمون على تنظيم التظاهرة في إعطاء انطلاقة أشغال الملتقى، الجمعة، اعتمادا على منصة رقمية للتواصل عن بعد. الملتقى السادس للجغرافيين الشباب، الذي احتضنته الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة، بتعاون مع مختبر التدبير الترابي والتواصل والنمذجة، والمنتدى الوطني للجغرافيين الشباب، وجمعية الدراسات والأبحاث في التنمية المجالية، سيعرف مشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين والطلبة والمهتمين بالمجال من داخل المغرب وخارجه. وعرف افتتاح الملتقى تقديم كلمات من طرف كل من رئيس جامعة مولاي سليمان ببني ملال، وعميد الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة، قبل أن يتقدّم الأستاذ الجامعي سعيد الصغير، في كلمة ألقاها باسم اللجنة المنظمة، للترحيب بجميع الحاضرين افتراضيا، وتقديم الشكر لكل المشاركين والمساهمين في التحضير والإعداد لإنجاحه. وأشار المتحدث ذاته إلى أن جامعة مولاي سليمان وضعت رهن إشارة الملتقى منصة لتيسير استمرارية البحث العلمي والتحصيل الجامعي للطلبة والباحثين، على ضوء المستجد العالمي "كوفيد-19"، منوّها في الوقت ذاته بالمجهودات الجبارة التي بذلها مختلف الأطر التقنية بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة لتسهيل التواصل بين المشاركين في الملتقى عند بُعد. واختار منظمو الملتقى تخصيص الدورة السادسة لمقاربة "سياسات التمدين ورهانات التنمية المستدامة"، انطلاقا من محاضرات وورشات تؤطّرها وتشارك فيها مجموعة من الأساتذة والباحثين والطلبة والمشتغلين في المجال في فرنسا، تونس، الدارالبيضاء، الرباط، خريبكة، تطوان، فاس، بني ملال، المحمدية، تازة، القنيطرة، مراكش، وجدة، الجديدة، سطات، أكادير، وآسفي. وستعرف أيام الملتقى، الذي يمتدّ من الجمعة إلى الأحد المقبل، تنظيم قرابة 100 محاضرة موزعة على 11 ورشة، انطلاقا من محاور "ظاهرة التمدين"، و"الدينامية السوسيواقتصادية للمجالات الهامشية"، و"المخاطر البيئية بالمجالات الحضرية ورهانات التنمية المستدامة"، و"التوسع العمراني على حساب الأراضي الفلاحية والموارد الطبيعية"، و"دور التخطيط في تحقيق حكامة المجالات الحضرية". وسطّر منظمو الملتقى مجموعة من الأهداف، من بينها "تعميق النظر في مسألة التوسع العمراني من خلال بسط المفاهيم والسياسات المؤطرة له"، و"رصد مظاهر التوسع العمراني وأشكاله والعوامل الكامنة خلف نماذجه المجالية"، و"إبراز آثار تمدد المجالات الحضرية على حساب الأراضي الفلاحية والموارد الطبيعية، من خلال دراسة حالات ونماذج محلية ودولية". وجاء ضمن أهداف الملتقى، أيضا، "تسليط الضوء على أصناف المخاطر البيئية المحدقة بالساكنة والتجهيزات الحضرية، من خلال تطبيق نمذجات علمية في الرصد، واقتراح الحلول لربح رهانات التنمية المستدامة على المستوى الميكرو مجالي"، و"تتبع مستجدات الدينامية السوسيواقتصادية للمجالات الهامشية، وتقديم توقعات وإسقاطات من شأنها توجيه المُدَبِّر في وضع مخططات اقتصادية واجتماعية وتربوية". وحاول المشاركون في الملتقى "إبراز دور التخطيط العمراني في تحقيق حكامة المجالات الحضرية، من خلال تقديم نماذج وتجارب محلية ودولية ناجحة"، و"بسط نماذج في تنظيم المجالات الحضرية، اعتمادا على توظيف التكنولوجيا الحديثة للنهوض بالمدن، والتحول من الطابع التقليدي إلى تبني تجارب المدن الذكية"، و"تأطير النقاش العلمي حول قضايا التنمية من حيث المقاربات الفكرية والنماذج والتجارب الميدانية".