تندّد جمعيات مدنية ب"استمرار هجمات الرعاة الرّحّل" في إقليمتارودانت، في زمن فُرِضَت فيه حالة "الطّوارئ الصحية" لمواجهة جائحة "كورونا". وندّد بيان ل"فيدرالية إدوسكا المتحدة" ب"هجمات الرعاة الرحل على ساكنة بلدة إلمكرت بإداوكنسوس نواحي إغرم"، إذ "أطلقوا العنان لقطعان الإبل والأغنام التي أتلفت أراضي السكان ومزارعهم، واستهلكت بكثافة المياه التي يستعملونها للشرب". واستغربت الفدرالية حدوث كلّ هذه التجاوزات غير القانونية "أمام أنظار السلطات بالمكان"، وهو ما يستدعي تدخّلها "لحماية المتضررين من بطش هؤلاء الرعاة الرحل"، وأن "تتحمّل مسؤوليّتها في تطبيق وتفعيل القانون بجدية ضد جميع مظاهر وأفعال العنف التي يمارسها الرعاة الرحل أفرادا وجماعات ضد السكان المحليين وممتلكاتهم". وعبّرت الهيئة ذاتها عن "استعدادها التامّ للدّفاع عن حقها المشروع بكل الوسائل والطرق القانونية"، مستنكرة ما أسمته "سياسة الاستهتار بأمن واستقرار سكان الجماعات التابعة لبلدية اغرم، وكل مناطق سوس الكبير، الذين تُرِكوا ليلقوا مصيرهم في مواجهة جحافل الرعاة الدين لا يعيرون أي قيمة للحرمات والقانون". واستنكرت "فيدرالية إدوسكا المتحدة" ما أسمته "سياسة المَيز التي تنتهجها السلطات بإقليمتارودانت في حق السكان أصحاب الأراضي"، وجدّدت مطالبتها ب"الكشف عن الجهات الحقيقية التي تحمي مرتكبي الاعتداءات على السكان والجهات الداعمة للرّعي الجائر بمناطق وجماعات اغرم"، مؤكّدة مساندتها للساكنة المحلية "في محنتها ضد الاستغلال والإقطاع". وقال عادل أداسكو، الكاتب العامّ ل"فيدرالية إدوسكا المتحدة"، إنّ العديد من المناطق بسوس مازالت تعيش ساكنتها الرعب في شهر رمضان، وفي ظلّ إعلان حالة الطوارئ الصحية، والتزامها بالحجر الصحي". وأضاف أداسكو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ الرّعاة الرّحّل يستغلّون هذا الالتزام للاعتداء على ممتلكات الساكنة، وإتلاف أراضيها، ومزروعاتها، والاعتداء الجسدي عليها، مؤكّدا استمرار "مسلسل الهجوم على الساكنة المحلية، التي لا ذنب لها إلا أنها تدافع عن أراضيها". وسجّل عضو "لجنة الحوار مع المسؤولين حول مشكل الرعي الجائر" أنّ كلّ هذا يحدث فيما "تكتفي السلطة بالمتابعة من بعيد، رغم أن الوضع يسير في اتجاه قد يتخذ منحى خطيرا بسبب يأس الساكنة، في انتظار تدخل حقيقي للمسؤولين، لإنصافها وتطبيق القانون على الرعاة الرُّحَّلِ الذين أتلفوا الأشجار والمغروسات، وخرّبوا المطفيات الخاصة بمياه الشرب، دون محاسبة، ودون تعويض لأصحاب الممتلكات". ويتساءل أداسكو: "كيف يعقل أن يفرض الحجر الصحي على الساكنة المحلية، بينما الرعاة الرحل يتسكعون بمواشيهم وأغنامهم وسط الدواوير كما يشاؤون، ويتلفون ممتلكات السكان؟"، ثم زاد: "يجب على السلطة أن تكون حازمة في تنفيذ القانون على هؤلاء الذين يعتدون على أملاك الساكنة المحلية. أفليس هذا سببا سيجعل الساكنة المتضررة تخرق الحظر، وتخرج للدفاع عن أراضيها من بطش هؤلاء الرّحّل؟". وحمّل الكاتب العامّ ل"فيدرالية إدوسكا المتحدة" مسؤولية مشكل الرعي الجائر الذي يتطور يوما بعد يوم لسعد الدّين العثماني، رئيس الحكومة، "الذي لم يلتزم بوعوده، إلى جانب وزيري قطاعي الفلاحة والداخلية، والبرلمانيين، ورؤساء الجماعات الذين ينوبون عن المنطقة، وفقدت الساكنة ثقتها فيهم، بعد أن تركوها في مواجهة جحافل الرعاة وجها لوجه بسبب الخوف على مناصبهم".