أثارت الحالة التي تعيشها العاصمة الاقتصادية، من خرق واضح لحالة الطوارئ الصحية، وعدم امتثال مواطنين للتعليمات الصحية الصادرة عن السلطات الحكومية، غضبا لدى عدد من المواطنين الذين عبروا عن تذمرهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من هذا الوضع الذي ينذر باستمرار تسجيل الإصابات بفيروس كورونا. ودخلت السلطات بالدارالبيضاء على خط الحالة التي تعرفها عدة مناطق وأحياء شعبية، إذ وجهت تعليمات بوجوب تكثيف المراقبة والدوريات من أجل فرض احترام المواطنين للطوارئ الصحية والتقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات الحكومية. ووجهت تعليمات صارمة لمختلف السلطات المحلية بمقاطعات الدارالبيضاء من أجل إعادة الوضع إلى ما كان عليه في بداية هذه الجائحة من احترام للطوارئ الصحية، وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا في صفوف المواطنين بسبب تهور البعض وعدم التزام آخرين. وشرعت السلطات على مستوى بعض المقاطعات، على غرار درب السلطان والحي الحسني وبنمسيك وغيرها، في القيام بجولات ودوريات لمراقبة مدى التزام المواطنين بالحجر الصحي، خصوصا بعد انتشار فيديوهات توثق لعمليات خرق الطوارئ، على غرار صلاة الجنازة الجماعية، وكذا إقدام بعض الشباب على الاستحمام وسط الشارع على سكة الترامواي. وتمكنت السلطات بالحي المحمدي، خصوصا على مستوى دار لمان، عبر دورياتها المكثفة، من دفع المواطنين إلى الالتزام بالطوارئ، حيث تراجع عدد الأشخاص الذين كانوا يتجولون في الشوارع بدون ترخيص وبدون سبب ملح. وعلى مستوى عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي فإن التدخلات التي قامت بها السلطات المحلية جعلت العديد من الأحياء تلتزم بالتعليمات المتبعة، وبالتالي تم الحد من مظاهر خرق الطوارئ، الأمر الذي استحسنه عدد من الفاعلين بالمنطقة. وأمرت السلطات ممثليها على مستوى بعض العمالات، على غرار مولاي رشيد، بوجوب تكثيف المراقبة وتفعيل القوانين في حق كل المخالفين للطوارئ، وذلك عقب تداول فيديو يظهر تجمهرا للمواطنين وهم يؤدون صلاة الجنازة. وكان لوحظ تراجع الدور الذي قام به العديد من القواد والباشوات في مختلف مقاطعات العاصمة الاقتصادية في الأسابيع الأولى للحجر الصحي، فعادت الحياة تدريجيا إلى مختلف الأحياء، ما يزيد من المخاوف لدى الملتزمين بالحجر الصحي من استمرار تفشي الوباء.