تحولت العديد من أحياء القلب النابض للمملكة إلى مناطق شبه فارغة من المارة بسبب حالة الطوارئ الصحية التي سنتها السلطات الحكومية لمنع تفشي فيروس كورونا، والمستمرة إلى غاية 20 أبريل المقبل. وباتت العديد من الأحياء بالعاصمة الاقتصادية للمملكة تنعدم فيها الحركة بعدما كانت تعج بالسيارات والراجلين وتعيش على وقع الضوضاء والحركة ليل نهار. وفِي وقت تعيش أحياء شعبية على مستوى مقاطعات سيدي مومن، والحي الحسني، والمدينة القديمة ودرب السلطان ومولاي رشيد وغيرها، على وقع حركة مكثفة ورواج بالأسواق المحلية، أضحت أحياء وسط بعض المقاطعات تشهد سكونا وتحولت إلى تجمعات عمرانية شبه مهجورة تخلو من الحركة. وتحولت بنايات وإقامات سكنية على مستوى سيدي معروف وعين السبع والمعاريف وآنفا وسيدي بليوط إلى مناطق شبه مهجورة تنعدم فيها الحركة، إذ بالكاد ترى أحد القاطنين بها، وذلك التزاما من المواطنين بحالة الطوارئ الصحية المعلنة، وحماية لأنفسهم من الوباء. ولَم يعد يظهر في بعض الأحياء السكنية طوال هذه المدة عدا حراس السيارات وحراس الإقامات إلى جانب عمال النظافة الذين يجوبون الشوارع كل صباح؛ فيما بات قاطنو هذه الإقامات يمنحون مبالغ مالية للحراس من أجل جلب السلع الضرورية لهم دون الحاجة إلى تنقلهم. وسهل هذا الالتزام من طرف قاطني الإقامات السكنية عمل السلطات المحلية، التي لم تعد عناصرها مضطرة إلى التنقل في جولات لمراقبة الوضع، إذ باتت تركز مجهوداتها على الأحياء الشعبية التي لم يلتزم فيها مواطنون بحالة الطوارئ. وأكد رجال سلطة تحدثوا لجريدة هسبريس الإلكترونية أن التزام المواطنين في بعض الأحياء وعدم مغادرة منازلهم هذه الأيام ساعدهم في مهامهم، وجعل اهتمامهم ينصب على الأحياء التي مازال فيها مواطنون غير ملتزمين بحالة الطوارئ. وتعرف أحياء شعبية على غرار سيدي مومن والحي المحمدي وليساسفة انتشارا واضحا للمواطنين الذين يخرقون حالة الطوارئ الصحية، ويقيمون تجمعات بالأسواق بذريعة التبضع، الأمر الذي يثير مخاوف مواطنين آخرين ملتزمين بالحجر الصحي والتعليمات الموجهة من لدن السلطات الصحية بالبلاد.