إذا كان آلاف المغاربة العالقين في الخارج يعانون بسبب بعدهم عن عائلاتهم، بعد غلق المملكة لكل المنافذ البرية والبحرية والجوية فإن أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج يعانون بدورهم من تداعيات جائحة كورونا التي داهمت العالم منذ حوالي ثلاثة شهور. لم يعد بمقدور أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج إرسال بعض الأدوية باهظة الثمن أو غير الموجودة بالمغرب مثل أدوية أمراض سرطانية وغيرها، وأصبح كذلك مستحيلا نقل جثامين المغاربة المتوفين بالخارج. هذا الوضع المستجد جعل أفراد الجالية المغربية بالخارج يفكرون في دفن أمواتهم بأرض المهجر؛ بل أصبحوا يفكرون في شراء مقابر إسلامية مثل ما حدث بهولندا، حينما قام مغاربة بجمع التبرعات في زمن قياسي لشراء أكبر مقبرة إسلامية بغرب أوروبا، والتي تتسع ل1700 قبر لدفن أموات المسلمين. ومنهم من فضّل الانتظار حتى فتح الحدود لنقل جثث المتوفين لدفنها بأرض الوطن، حيث إن جثث العديد من أموات المغاربة توجد بمستودع الأموات تنتظر ترحيلها لأجل الدفن بأرض الوطن. زيادة على ذلك، عبّر العديد من أفراد الجالية عن غضبهم واستيائهم من ما يتعرضون له فيما يخص أثمنة الدفن هنا بهولندا، حيث وصل ثمن القبر إلى 8500 يورو في المقبرة الإسلامية بمدينة ألمير، ويعتبرون هذا غير معقول وتجارة في أموات المسلمين. أغلب المتوفين من أفراد الجالية المغربية بالخارج يوصون قبل موتهم بدفنهم بأرض الوطن. حاليا، أصبحت تلبية هذه الوصية مستحيلة؛ وهو ما خلف حزنا في نفوس ذويهم، الذين يعانون الأمرين بعد أن تخلت عنهم شركات التأمين التابعة للبنوك المغربية. مهاجر مغربي بهولندا عبّر عن استيائه من ما تتعرض له الجالية المغربية من قِبل شركات التأمينات التابعة للبنوك المغربية، مؤكدا "هذه الشركات تخلت عنا، رغم أننا نؤدي واجبات الاشتراك في التأمين الشامل، منا من هو منخرط لما يزيد عن ثلاثين سنة". المهاجر المغربي أضاف أن شركات التأمين المغربية لا تسدد عند الوفاة سوى 3200 يورو فقط، أما الثمن المتبقي للدفن فيكمله أفراد عائلة المتوفي من جيوبهم، وشدد على "أن هذا شيء غير معقول، بل أصبح العديد يفكر في فسخ عقود التأمين مع البنوك المغربية، وإبرام عقود تأمين مع شركات هولندية؛ لأننا، بالفعل، أصبحنا مثل بقرة حلوب لا أقل ولا أكثر". فيما يتعلق إعادة المغاربة العالقين في المغرب فإن الأمور تحسنت شيئا ما بالنسبة إلى المغاربة مزدوجي الجنسية، حيث شرعت بعض الدول الأوروبية وغيرها بإعادة رعاياها إلى بلدانهم الثانية. المملكة الهولندية نجحت في إرجاع حوالي 900 من العالقين بالمغرب خلال اثني عشرة يوما فقط. آخر طائرة حطت قبل يومين بمطار شخيبول الدولي، قادمة من مدينة الدارالبيضاء، وأكدت هولندا على تكثيف رحلات أخرى لاسترجاع كل العالقين إلى وطنهم حسب قول وزير خارجيتها ستيف بلوك.