بخرجات إشادة متوالية يواصل السياسي اليساري الفرنسي جون لوك ميلونشون الحديث عن التجربة المغربية في التعامل مع جائحة كورونا، خصوصا في ما يتعلق بالتعاطي الاستباقي ووفرة الكمامات لجميع المواطنين. وليست هذه المرة الأولى التي يبدي فيها زعيم حزب "فرنسا الأبية" المعارض إعجابه بالمملكة؛ فقد جعلته أصوله المغربية، واستقراره بمدينة طنجة لثلاث سنوات، متمكنا من فهم بعض من طباع المغاربة، وتقدير إمكانيات البلاد. وجون لوك ميلنشون من مواليد 1951 بمدينة طنجة، من أم إسبانية وأب فرنسي دائمي التنقل؛ فقد ولد أخواه الكبيران بدورهما بالجزائر، ما جعل أفراد العائلة يكنون تقديرا خاصا للمنطقة المغاربية يبرز من خلال تصريحاتهم، ومن خلال زواج ميلونشون بمغربية. ويبقى رجل السياسة الفرنسي أحد أهم الأوجه الثلاثة الثابتة في العملية السياسية منذ سنوات؛ فإلى جانب تنظيمات الوسط من اليمين واليسار، يتموقع كل من مارين لوبين في أقصى اليمين، وجون لوك ميلونشون في أقصى اليسار. ويعتقد مصطفى الطوسة، إعلامي ومحلل سياسي مقيم بباريس، أن حديث ميلونشون عن المغرب في عز أزمة الكمامات بفرنسا كان له تأثير بالغ، وبدا ذلك جليا من خلال تناقل وسائل التواصل الاجتماعي، وكذا الإعلام، لمضامين خطابه. وقال الطوسة، في حديث لهسبريس، إن تصريح ميلونشون داخل قبة البرلمان فتح نقاشا كبيرا داخل فرنسا، خصوصا حول عدم مواكبتها لحاجيات السوق مقارنة مع المغرب، على الرغم من كونها دولة صناعية معروفة. وأضاف المحلل السياسي المغربي أن التصريح ركز الأضواء على المغرب؛ فبعض وسائل الإعلام بعثت صحافييها إلى المملكة من أجل نقل الوقائع وفهم ميكانيزمات التصدي لكورونا وصناعة كم هائل من الكمامات الواقية. وأبرز الطوسة أن كل هذه الأمور ساهم فيها ميلونشون، مسجلا أنه رجل يحظى بشعبية ومصداقية كبيرتين رغم حلوله في الرتبة الثالثة خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وذلك لقوة خطابه في صفوف التنظيمات اليسارية الفرنسية. وزاد المصرح لهسبريس بأن "للرجل قدرة كبيرة على التعبئة، وله وزن وكاريزما"، مشيرا إلى أنه "دائم الافتخار بأصوله المغربية، كما أن تصريحاته بخصوص المملكة تحدث أصداء إيجابية في صفوف الطبقة السياسية والرأي العام الفرنسيين".