أعلنت شركة "فيسبوك" عن حذف عدد من الصفحات والمجموعات والحسابات من منصاتها للتواصل الاجتماعي بعدما تبين لها أنها تقوم بحملات تضليلية منظمة تستهدف دولاً عدة، من بينها المغرب. وذكرت الشركة، في بيانها الشهري حول الأنشطة المشبوهة على منصتي "فيسبوك" و"أنستغرام"، أن هذه الصفحات والمجموعات والحسابات تقود حملات منسقة هدفها التلاعب والتأثير في النقاش العام. وبحسب "فيسبوك"، فقد جرى حذف 118 صفحة و389 حساباً شخصياً و27 مجموعةً و6 حسابات على تطبيق "أنستغرام" مصدرها إيران بسبب استهدافها لدول عدة، من بينها المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا. كما استهدفت إيران من خلال هذه الشبكات دولاً أخرى مثل الولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا ومصر وبنغلاديش وتانزانيا وزيمبابوي وسيراليون والصومال والسودان وغانا، إضافة إلى البوسنة والسنغال. وذكرت المعطيات أن التحقيقات الداخلية ربطت هذا النشاط المشبوه بهيئة إذاعة جمهورية إيران التابعة للدولة، كجزء ضمن ما تُسميه "فيسبوك" ب"السلوك غير الحقيقي والمنسق" (Coordinated inauthentic behavior). وتقوم "فيسبوك" شهريا بحذف عدد من الحسابات والمجموعات الرسمية وغير الرسمية كلما رصدت مشاركتها في نشاط مشبوه يسعى إلى تضليل الأشخاص من خلال حملات محلية وغير حكومية بالاعتماد على حسابات مزيفة. وتعتبر إيران من أكثر اللاعبين في عمليات التأثير عبر الأنترنيت، حيث تعمل من خلال منصات التواصل الاجتماعي على تعزيز أجنداتها الجيوسياسية ونشر المعلومات المضللة، كما يقوم الواقفون وراء هذه الحملات المضللة بإظهارها كمواقع إعلامية مستقلة ومنظمات خيرية. وبالإضافة إلى شبكات إيران، حذفت "فيسبوك" شبكات أخرى تعمل من دول روسياوالولاياتالمتحدة الأميركية وموريتانيا وميانمار وجورجيا، بما مجموعه 732 حسابا على "فيسبوك"، و162 حسابا على "أنستغرام"، و793 صفحة، و200 مجموعة. وتم إحداث أغلب الشبكات التي جرى حذفها خلال شهر أبريل قبل بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، وتبين ل"فيسبوك" أن الصفحات والحسابات المشاركة في الحملات الموجهة تسعى إلى استهداف الجمهور ودفعه إلى زيارة صفحات أو مواقع خارجية. ونقلت "رويترز" عن ناثانيل جليشر، رئيس سياسة الأمن السيبراني في "فيسبوك"، أن الصفحات والمجموعات الأميركية التي تم حذفها بدأت مؤخراً في نشر معلومات مضللة حول فيروس كورونا المستجد باستغلال الاهتمام المرتفع بهذا الموضوع لتعزيز خطاب الكراهية المعادي للسامي والآسيوي. وأضاف المسؤول في شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلا: "لقد رأينا كيف يستغل الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الحملات بشكل انتهازي الموضوعات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد لدفع الناس نحو صفحاتهم أو مواقع خارج فيسبوك". وبالإضافة إلى التضليل حول فيروس كورونا المستجد، ركزت الحملات التي قادتها صفحات ومجموعات مصدرها الولاياتالمتحدة الأميركية على الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة خلال السنة الجارية.