تعيش جماعة عين حرودة المحاذية لمقاطعة سيدي البرنوصي بالدارالبيضاء على وقع الهلع والخوف من انتشار فيروس كورونا المستجد في صفوف ساكنتها، خصوصا بعد تسجيل العديد من الإصابات المؤكدة في الأيام الأخيرة. ويسود التخوف في صفوف ساكنة الجماعة المعروفة لدى البيضاويين ب"17"، في إشارة إلى عدد الكيلومترات التي تبعد بها عن الدارالبيضاء، بالنظر إلى أن غالبية المواطنين يعملون في شركات توجد بالحي الصناعي لسيدي البرنوصي. وعلى مستوى مجموعة من الدواوير، سجلت العديد من الحالات في صفوف المواطنين الذين يشتغلون بشركات الحي الصناعي بالبرنوصي، وهو الأمر الذي جعل هذه الجماعة الصغيرة ترفع عدد الإصابات على مستوى عمالة المحمدية. "دوار لحجر" واحد من الدواوير الأكثر تسجيلا للإصابات بفيروس كورونا المستجد، يعيش القاطنون به على أعصابهم وفِي حالة خوف مستمرة، خصوصا مع توالي الحالات المسجلة التي كانت تشتغل بشركات الحي الصناعي في الدارالبيضاء. الشاب أيوب واحد من الذين يشتغلون بشركة تتواجد بالحي الصناعي في سيدي البرنوصي، يعيش هذه الأيام وضعا خاصا، لا سيما مع تسجيل العديد من الإصابات في صفوف زملاء له بالشركة التي يشتغل بها، والذين يقطنون بدورهم في الدوار المذكور ومناطق أخرى بجماعة عين حرودة. وحسب الشاب، وهو يتحدث إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، فإنه أجرى تحاليل مختبرية قبل أيام؛ لكنه لم يتوصل بعد بالنتيجة، الشيء الذي يجعله يعيش وضعا خاصا ويؤثر على نفسيته وعلى أسرته، دون أن يعرف ما إن كان حاملا للفيروس أم لا. ويروي المتحدث نفسه بحسرة: "لقد تم تركنا هكذا نواجه مصيرنا لوحدنا في هذا الدوار، أجريت لنا التحاليل دون أن نعرف النتيجة، جمعنا حقائبنا وننتظر اتصال المسؤولين بِنَا، فيما الأسر تعيش وسط هلع وخوف من مصير مجهول". جماعة عين حرودة، التي لها علاقة وطيدة بسيدي البرنوصي نظرا لقربها وسهولة التنقل بينهما، صارت اليوم تعيش وضعا صحيا صعبا بعد تسجيل هذه الحالات، وساكنتها تندب حظها لارتباطها بمعامل البيضاء التي باتت عبارة عن "بؤر كورونا". وحسب الفاعل الجمعوي رشيد قبلاني، فإن ساكنة عين حرودة تتخوف من انتشار الفيروس في أوساطها عن طريق العاملين بهذه الشركات، لا سيما أن كل الدواوير والأسر لها فرد أو أكثر يشتغل بالحي الصناعي لسيدي البرنوصي. ويرى الفاعل الجمعوي، في حديثه الجريدة، أنه بات من الواجب الإسراع في إجراء التحاليل لمختلف العاملين بهذه الشركات ومخالطيهم من أسرهم، تفاديا لانتشار العدوى فيما بينهم. وسجلت على مستوى عمالة المحمدية، بناء على الأرقام المقدمة من لدن المديرية الجهوية للصحة بجهة الدارالبيضاءسطات، حتى حدود زوال أمس الثلاثاء، 84 إصابة بفيروس كورونا المستجد، غالبيتها بين مدينة المحمدية وعين حرودة.