تتوالى ردود أفعال الجمهور اتجاه الأعمال التلفزيونية الرمضانية، بسبب رداءة أداء بعض الوجوه الفنية، مع اتساع حضور نجوم الغناء ومواقع التواصل الاجتماعي، الذين تمكنوا من وضع أقدامهم في عالم الدراما، وتسلم أدوار البطولة في مجموعة المسلسلات بعد أن فتح بعض المنتجين والمخرجين الطريق أمامهم؛ الشيء الذي أثار جدلاً بين "أصحاب المهنة"، الذين يجتهدون في الحصول على أدوار تليق بتاريخهم وخبراتهم التي اكتسبوها من خلال التكوين والممارسة في المسرح والدراما والسينما. وبين قبول ورفض، أثارت مشاركة نجمة الغناء المغربي سلمى رشيد في مسلسل "زهرة الباتول" التّي تؤدي فيه دور البطولة في ثاني تجربة لها ردود أفعال متباينة؛ الشيء الذي ردّ عليه مخرج العمل هشام الجباري قائلا: "سلمى رشيد أبانت عن قدرات جيدة في التمثيل، والساحة الفنية في حاجة إلى وجوه فنية متنوعة ومدارس مختلفة، لتتبوأ الدراما المغربية مكانة جيدة في المشهد الفني". الانتقادات ذاتها طالت نجوم مواقع التواصل الاجتماعي؛ من بينهم العارضة سلمى صلاح الدين التّي أدّت دور "نسرين" في مسلسل "سلمات أبو البنات" للمخرج نفسه، وانهالت عليها جملة من التعليقات خاصة بعد نشرها لسكريبت العمل، عبر خاصية الستوري على "إنستغرام"، الشيء الذي وصفه نقاد ومهنيون ب "السلوك اللامهني". الناقد محمد الإبراهيمي اعتبر أنّ توظيف المشاهير في الأعمال الدرامية المغربية أفقدها الجانب الإبداعي، وساهم في تغييب الممثل المبدع القادر على تجسيد الشخصية بكل أبعادها الدرامية والفكرية على المشهد، مقابل صعود هذه الفئة. وأضاف الإبراهيمي، في حديثه للجريدة الإلكترونية: "الإشكالية أن بعض المخرجين والمنتجين أصبحوا يبحثون عن الطريق السهل لنجاح أعمالهم واستقطاب جمهور المشاهير، متناسين أن الدراما بالأساس تنقل واقعا معاشا وقضايا تنبض من المجتمع وهمومه، وتحتاج إلى أداء وتشخيص جيدين". هذا المعطى سبق أن ردّ عليه الجباري ضمن حديثه لهسبريس قائلا: "معيار اختيار مغن وضمه إلى فريق العمل لا يهدف بالضرورة إلى رفع نسب المشاهدة على حساب نجومية الفنان بالدرجة الأولى؛ لكنه جزء من المعادلة، شريطة أن يتوفر على مقومات تجسيد الدور على أكمل وجه، وخضوعه لتدريبات كثيرة وإدارة مهمة"، مشيرا إلى نجاح تجارب متعددة مع ابتسام تسكت وحنان أخضر وآخرين، وزاد قائلا: "معيار النجاح هنا مرتبط بعملية الكاستينغ، وإلى أي حد نجح في تجسيد الدور".