رغم النجاح الذي تحققه الأعمال الدرامية المغربية، فإنها لم تستطع أن تسلم من انتقادات عديدة من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب احتوائها على أخطاء فادحة ومشاهد غير صحيحة، أفسدت متعة المشاهدة لدى الجمهور. بين أخطاء تقنية كارثية وأخرى مرتبطة بالسيناريو، نالت هذه المسلسلات سخرية المتابعين، وبدت واضحة للمشاهد البسيط، فضلا عن النقاد الفنيين المتخصصين. أخطاء إخراجية ونال مسلسل "سلمات أبو البنات" للمخرج هشام الجباري حصة الأسد من الانتقادات، إثر ظهور الممثلة السعدية لديب في دور الأم في العديد من المشاهد تنادي صهرها "يوسف" الذي يجسده عمر لطفي باسمه الحقيقي عمر عوض اللقب الذي أطلق عليه في المسلسل. ومن بين الأخطاء التي لفتت انتباه الجمهور تصوير أحد المشاهد في الساعات الأولى من الصباح وإظهار الأسواق والمحلات مفتوحة، وحركة السير مكتظة، وتمكن ابنة سلمات من الذهاب لوحدها إلى منزل "يوسف" بالرغم من أنه لم يسبق لها أن زارته في بيته من قبل. وعرفت حلقات المسلسل الدرامي الذي تعرضه قناة MBC5 بعض الأخطاء في السكريبت وفي الحبكة الإخراجية؛ من ضمنها عدم تغيير "يوسف" لملابسه في عدد من الحلقات، وارتداء خاتم الزواج في مشاهد دون أخرى، بالإضافة إلى اجتماع الأسرتين على مائدة الطعام، وبعد مشهد طويل يلاحظ المشاهد رفع الصحن من المائدة دون أكل الدجاجتين. في مقابل ذلك، أربك استخدام تقنية "فلاش باك" في مسلسل "ياقوت وعنبر" للمخرج محمد نصرات النسق الزمني للمسلسل وأفقده سلاسته، حسب الناقد الفنّي محمد الإبراهيمي الذي أوضح أن "استخدام هذه التقنية أربك حبكة السيناريو، وإغلاق المشاهد بشكل فجائي أسقط العمل في عدد من الأخطاء التقنية". إلى جانب ذلك، أغضب سماع كلمة "أكسيون" ضمن مشهد للفنانة نعيمة المشرقي متتبعي مسلسل "الغريبة"، واعتبرت تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي أن "الأخطاء التقنية من هذا النوع دليل على الاستخفاف بالمشاهد المغربي". كورونا بريئة منها الناقد الفنّي محمد الإبراهيمي اعتبر أنه "بالرغم من التحسن الملموس الذي تشهده الأعمال الدرامية المغربية، فإننا لازلنا نعيش أزمة الجودة بسبب وجود ثغرات وأخطاء إخراجية، أفقدت المشاهد الثقة في الإنتاج الرمضاني"، موضحا أنّ "هذه الأخطاء كانت تعتبر في وقت سابق بسيطة، وغير ملاحظة للمشاهد العادي؛ لكن ارتفاع وعي الجمهور وانفتاحه على تجارب درامية أخرى جعلا المشاهد المغربي قادرا على اصطياد هذه الأخطاء بمنتهى السهولة دون بذل مجهود". واستبعد الناقد الفني أن تكون هذه الأخطاء ناتجة عن ضغط أيام التصوير، وعدم استكمال تصوير بعض المشاهد نتيجة انتشار جائحة كورونا، مبرزاً أنّ "صناع هذه الأعمال الدرامية سبق أن أعلنوا عن استكمال تصوير أحداثها قبل الجائحة"، وزاد قائلا: "وإن افترضنا أن التدابير الاحترازية دفعت أطقم هذه الأعمال إلى التوقف عن تصوير باقي المشاهد، كان على المخرج التراجع عن عرضها، كما هو الشأن بالنسبة لعدد من الأعمال الفنية". وعن ردود أفعال الجمهور اتجاه الأعمال الرمضانية، يورد الإبراهيمي ضمن حديثه لهسبريس: "المشاهد تحول إلى ملاحظ جيد وأشبه بناقد متخصص، فهو يدقق في العمل الفني ويتأمل كل تفاصيله، فأصبح لا يقتنع بأي منتوج يقدم له، بل أصبح يعرف ماذا تعني الحبكة، وكيف يميز الصورة الجيدة والإخراج المتميز، والأداء التمثيلي أصبح محل نقد من المشاهد العادي أكثر من ذي قبل. ولذلك، فإن مثل هذه الأخطاء لم تعُد مستساغة، وأصبحت الآن مرئية أكثر من ذي قبل".