أغنام طريحة على الأرض، بعضها جريح ما زال يعاني تبعات الدهس الذي تعرضت له من قبل مواطن فرنسي، وأخرى عظامها مهشمة فارقت الحياة في قطعة أرضية بجماعة المنصورية بإقليم ابن سليمان.. هي ملامح المشهد اللاإنساني الذي عاينته هسبريس فور وصولها إلى مكان الحادث. وتعود تفاصيل الواقعة إلى أمس السبت، حيث قام فرنسي بدهس قطيع راعٍ في شاطئ الصنوبر الدولي، وفق ما وثّقه شخص في شريط متداول على الوسائط الاجتماعية، بعدما قام المواطن الأجنبي بمطاردة الأغنام التي يرعاها طفل صغير في قطعة أرضية. وفي الوقت الذي أقدم فيه الفرنسي على دهس قطيع الأغنام بسرعة كبيرة، كان الطفل جامدا بسبب الخوف الذي سمّره في مكانه، قبل أن يجهش بالبكاء، وهو الذي كلّفه والده بحراسة القطيع إلى حين عودته من مدينة الدارالبيضاء التي توجه إليها لقضاء غرض شخصي. وقوبل المشهد الصادم بكثير من الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي، طوال اليوم المنصرم، حيث تعالت الأصوات المطالبة بالمتابعة القانونية للشخص الفرنسي، ما دفع المغاربة إلى استنكار الفعل اللاإنساني، بينما ما زالت حيثيات عملية الدهس غامضة إلى حدود كتابة هذه الأسطر. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن وكيل الملك بابن سليمان أمر، اليوم الأحد، بوضع المواطن الفرنسي الذي دهس قطيع الأغنام رهن تدابير الحراسة النظرية. ويأتي هذا القرار بعدما أوقفت مصالح الدرك الملكي في جماعة المنصورية المواطن الفرنسي، فور انتشار شريط الفيديو الذي يوثق عملية الاعتداء. أيمن، الطفل الذي ظهر باكياً في الشريط المتداول على الوسائط الاجتماعية، قال بكثير من الحسرة إنه "أحسّ بالحكرة حينما شاهد ذلك المشهد الصادم"، مضيفا: "بقيت جامدا في مكاني، لم أعرف كيفية التصرف تجاه الموقف". وتابع أيمن حديثه لجريدة هسبريس الإلكترونية مسترسلا: "أردت الذهاب لإنقاذ الأغنام، لكن رجلاً منعني من التوجه إلى القطيع، بالموازاة مع قيام الرجل الفرنسي بصدم الأغنام وهو يسوق سيارته بسرعة مفرطة". من جانبه، أبرز حسن، صاحب الغنم، أنه لما وقعت الحادثة لم يكن في عين المكان، حيث توجه إلى مدينة الدارالبيضاء لتسوية نزاع قانوني مع راعي الغنم الرسمي، ما جعله يترك ابنه يرعى قطيع الأغنام بدلا عنه إلى حين عودته المرتقبة. ومضى قائلا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، "أرسل لي بعض الأصدقاء شريط الفيديو بمجرد تقاسمه في مواقع التواصل الاجتماعي، فصدمت كثيرا من الواقعة اللإنسانية التي ما زالت غامضة، لأنني ما زالت أتساءل بشأن دوافع دهس قطيعي بدون موجب حق". وأورد المتحدث عينه أن "الخوف سمّر الطفل في مكانه، وهو يمسح الدموع من خديه، فكان من أحسن ما حدث أنه جمد في مكانه ولم يتحرك، لأنه لو قام بخطوة صغيرة لقي حتفه"، ثم زاد: "ماتت مجموعة من الأغنام، في حين توجد خرفان أخرى مصابة جراء الحادث". "تواصل معي عناصر الدرك الملكي بمجرد حدوث الواقعة"، بتعبير حسن، مالك الغنم، الذي لفت إلى أن الدرك الملكي سجلوا أقواله في محضر قانوني، وذلك خلال الفترة الزمنية الممتدة من السابعة مساءً إلى غاية الثانية زوالا من أمس. وتوجه صاحب الغنم إلى السلطات المحلية قائلا: "أريد حقي القانوني؛ لأننا في دولة الحق والقانون، بوصف المغرب بلد السيادة بحق، ما يجعل القانون فوق الجميع دون أي استثناء"، خاتما: "ما زال الحدث لم يفارق مخيلتي، لم يقتل الأغنام فقط، بل قتلني أيضا بطريقة غير مباشرة.. إنها وحشية ولاإنسانية صادمة".