اشتعال الأسعار في الأسواق بعد ‬إفلاس ‬50 ‬بالمائة ‬من ‬مربي ‬دجاج ‬اللحم    نهضة بركان ينهي العام بفوز مستحق على الرجاء    وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر    المندوبية السامية للتخطيط تدافع عن نتائج إحصاء 2024 بخصوص الأمازيغية    نادي الرجاء في قائمة ضحايا بركان    بعد صراع مع المرض...وفاة الفنان أحمد عدوية عن 79 عامًا    تدابير استباقية لمواجهة المخاطر المرتبطة بالتساقطات الثلجية القوية    إسرائيل تعلن إصابة نتنياهو بسرطان البروستات    البطولة: نهضة بركان يطيح بالرجاء البيضاوي ويوسع الفارق مع ملاحقيه    المغرب يستعد لتعزيز قوته الجوية بصفقة طائرات F-35 من الجيل الخامس    التسوية الطوعية للوضعية الضريبية.. من معني ومن غير معني؟    البحرية الملكية تنجح في تعويم الزورق الجانح قرب مليلية وتنقله إلى الناظور بنجاح    مقتل سائح وإصابة آخر في هجوم لسمكة قرش بمصر    من منكوبي زلزال 2004.. محكمة إسبانية ترفض طلب لجوء شخص من الحسيمة    المغرب يستقطب 2 مليون سائح إسباني.. وجهة بديلة عن السفر الداخلي    احتجاج يرفض تمرير الحكومة "قانون الإضراب" ويتشبث ب"الترافع الميداني"    ارتفاع حصيلة ضحايا حادث تحطم طائرة في كوريا إلى 174 قتيلا    أذربيجان تتعاون عسكريا مع المغرب    شخصيات بارزة وجمهور شغوف يحيون ليالي الجاز في دار الصويري    سكوري: الحكومة سطرت خطة جديدة في مجال التشغيل للقضاء على البطالة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين    إقالة المدربين الأجانب هل تؤثر على أداء أندية القسم الاحترافي    ما الفرق بين قاعدة الولد للفراش والخبرة الجينية !!!    لجنة الانضباط في الكاف تغرم نادي الجيش الملكي 15,000 دولار أمريكي    مستشار رئيس حكومة القبائل يكتب عن التحرر من قيود النظام الجزائري    الصحة العالمية تكشف سر المرض الغامض في الكونغو    محمد أوشن يناقش أطروحة الدكتوراه في التاريخ المعاصر    مهاجرون ينجحون في الوصول إلى إسبانيا انطلاقا من ساحل الحسيمة    تقرير دولي: الجزائر وتونس في مواجهة تحديات أزمة الجوع    دراسة حديثة تظهر وجود تريليونات الأطنان من الهيدروجين تحت سطح الأرض    يواجه إسرائيل بردائه الأبيض.. حسام أبو صفية طبيب بغزة "ما هزّته دولة نووية"    نشرة إنذارية.. تساقطات ثلجية وزخات رعدية قوية تضرب عدة مناطق    ما حقيقة استفادة الستريمر إلياس المالكي من تخفيف الحكم؟    دراسة: اكتشاف طفرة جينية قد تساعد على إبطاء نمو أنواع من السرطان    الولايات المتحدة.. تحور فيروس إنفلونزا الطيور يثير قلقا علميا    مدينة الفنيدق تحتضن منافسات كأس العرش للفول كونتاكت لمنتخبات العصب    تحسن الليرة السورية مقابل الدولار    مندوبية التخطيط تتمسك بنسبة الأمازيغية وتوضح اختلافات معدل البطالة    انطلاق فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة    خلال يوم واحد.. 3 حوادث طيران في كوريا والنرويج وكندا    بلجيكا تحظر بيع السجائر الإلكترونية اعتبارا من الشهر المقبل    نسبة ملء سدود المغرب تصل إلى 28 % وسط تحذيرات من أزمة فلاحية    مجلة إسبانية: المغرب في طريق ليصبح 'وادي سيليكون فالي' المستقبل    مقتل صحافية فلسطينية بنيران صديقة    أبطال الكيك بوكسينغ والمواي طاي المغاربة يبصمون على موسم جيد خلال سنة 2024    أرضية ملعب العربي الزاولي تُعقد مهمة الرجاء أمام صن داونز    انتشار "بوحمرون" بإقليم شفشاون يدق ناقوس الخطر ومطالب عاجلة على طاولة الوزير    تحولات جوهرية في قطاع التكنولوجيا المالية خلال سنة 2024    لقاء يجمع عامل إقليم الحسيمة مع ممثلي قطاع الطاكسيات    بحضور أزولاي.. لقاء ثقافي بالصويرة يبرز أهمية المكان في تشكيل الهوية    عائلة أوليفيا هاسي تنعى نجمة فيلم "روميو وجولييت"    دراسة: أمراض القلب تزيد من خطر اضطراب الخلايا العصبية    مبادرة مدنية للترافع على التراث الثقافي في لقاءات مع الفرق والمجموعة النيابية بمجلس النواب    الثورة السورية والحكم العطائية..    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    









إعانات مالية تصل حاملي "راميد" في أفقر جماعة بإقليم الخميسات

في خمسة صفوف ممتدة تحت أشعة شمس حارقة، اصطف عشرات الرجال، صباح الخميس، أمام جماعة مولاي إدريس أغبال، نواحي مدينة الخميسات، بعد أن قدمت إلى المكان سيارتان تحملان الدعم المالي الذي تقدمه الدولة للفئات الهشة لمساعدتها على تجاوز تداعيات حالة الطوارئ الصحية.
تتحرك الأرجل ببطء شديد على خطوط بيضاء رسمتْها السلطات بالجير على الأرض إعمالا لمسافة الأمان التي ينبغي أن تفصل بين شخص وآخر، فيما ترقُب العيون بوابات السيارتين التابعتين لوكالة بنكية، ينكبّ داخلهما موظفون على صرْف "دعم كوفيد" لحاملي بطاقة "راميد" بعد انتظار طويل.
لم يُخف رضوان أن استفادة ساكنة جماعة مولاي إدريس أغبال تأخرت كثيرا، بعد أن أصبح سكان دواوير الجماعة بدون مورد رزق منذ تطبيق حالة الطوارئ الصحية، إذ كانوا يكسبون قوت يومهم، قبل فترة الحجر، من بيع بعض المنتجات الفلاحية والمواشي، وحين زحفت جائحة كورونا على المغرب انسد مصدر دخلهم.
لا يحتاج المرء إلى سؤال المواطنين الذين اجتمعوا أمام جماعة مولاي إدريس أغبال عن أحوالهم الاجتماعية؛ وجوههم التي اكتست لونا أقرب إلى السّمرة بفعل التعرض المستمر للشمس، واخترقتها تجاعيد عميقة، طولا وعرضا، تقدم صورة جليّة عن وضعهم الاجتماعي الذي ازداد صعوبة مع ظهور "كورونا".
يقول شاب من أبناء المنطقة كان يعمل في مصنع بمدينة سلا، قبل أن يتوقف عن العمل بعد تطبيق حالة الطوارئ الصحية: "كانوا الناس كيتحركو شوية، كيبيعو ويشريو، واخا داكشي على قد الحال، ولكن بنادم كيضيباني، دبا الأسواق ما بقاوش، والقضية واقفة".
جماعة مولاي إدريس أغبال هي أفقر جماعة في إقليم الخميسات، حسب رئيس الجماعة، الذي لا يُخفي بدوره أن فئات واسعة من سكان المنطقة يعانون الأمرّين، خاصة أن عدد المستفيدين من الدعم لم يتعد 438 مواطنا، في حين أن هناك مواطنين آخرين لا يتوفرون على بطاقة "راميد"، وسينتظرون مدة أخرى إلى حين صرف الدعم الخاص بهم.
وقال أحمد سلمان، في تصريح لهسبريس: "هناك عدد من المواطنين لم يستفيدوا من الدعم. وأغلب سكان هذه الجماعة يعتمدون على الفلاحة وبيع المواشي، ونتيجة حالة الطوارئ لم يعد لديهم أي مورد مالي ليعيشوا، وهم يعيشون ظروفا صعبة جدا، ومازالوا ينتظرون التوصل بإعانة من طرف الدولة".
في جماعة مولاي إدريس أغبال تُجمع كل الألسن على أن السكان يعانون من أقصى درجات الهشاشة، بما فيها ألسن مسؤولي السلطة المحلية. "الناس مساكن ما فحالهومش، ودبا جات كورونا كملاتها"، يقول عوْن سلطة.
مسؤولو الجماعة لم يجدوا من حل لتخفيف حدّة آثار حالة الطوارئ الصحية على المواطنين الذين لم يستفيدوا بعد من الدعم المصروف من صندوق تدبير جائحة "كورونا" سوى توزيع بعض المواد الغذائية خلال الأيام المقبلة في إطار "قفة رمضان"، ومناشدة المحسنين من أبناء المنطقة مد يد العون للمحتاجين لتجاوز الظرفية الصعبة الراهنة.
ويقول رئيس الجماعة: "الناس واقْفة، وظروف الحجر الصحي سدّات فوجهها أسباب الرزق"، مضيفا: "هناك مجموعة كبيرة من الأسر تعاني في صمت. هذه الجماعة مسجّلة ضمن أفقر الجماعات في إقليم الخميسات، وملي جات هاد الجائحة أزمت الوضع أكثر، لأن الناس كانوا يقومون بأنشطة كالفلاحة وبيع المواشي والدواجن، ومنها يعيشون..دبا الجائحة وقفات كل شيء".
من جهته قال عبد السلام السملالي، أحد سكان المنطقة، إن الدعم الذي استفادت منه ساكنة جماعة مولاي إدريس أغبال، اليوم الخميس، ليس كافيا، لأن هناك فئات أخرى من المواطنين العاملين في القطاع غير المهيكل لم تستفد بعد من الدعم، مشيرا إلى أن مصدر عيش سكان الجماعة ينحصر في الفلاحة وتربية المواشي وأعمال بسيطة.."خاصّ المساعدة، لأن الظرف تغير.. الأسواق مسدودة، وعملية بيع المواشي صعيبة بزاف"، يقول المتحدث.
بدوره يعبّر رضوان عن مدى صعوبة الوضعية الاجتماعية لساكنة المنطقة بقوله: "هادي شهر ونص والناس كيتسناو، والحركة مزيرة بالنسبة للكسابة، ما كاين لا بيع لا شرا لا والو"، مضيفا: "السوق الأسبوعي كان ناقص شوية، ولكن كنا كنقضيو به الغرض، دبا ملي توقف كلشي لا حول ولا قوة إلا بالله، الحالة يرثى لها. كلشي كيهز غير الكريدي من الحانوت باش يعيش. كاين اللي مكيصيب ما ياكل ولا ما يشرب".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.