نجح فريق دولي يضم عُلماء حفريات في كشف النقاب عن دلائل ملموسة لأول ديناصور مائي معروف في العالم كان يعيش قبل ملايين السنين في الجنوب الشرقي بالمغرب. ويضم هذا الفريق باحثين من جامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، وجامعة مرسي بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وجامعة بورتسموث في إنجلترا، إضافة إلى متحف العلوم الطبيعية في ميلان بإيطاليا. يتعلق الأمر بديناصور سبينوصور Spinosaurus aegyptiacus، وهو من وحشيات الأرجل بحجم ضخم يصل طوله إلى 13 متراً، وكان يعيش في جنوب شرق المغرب قبل حوالي 95 مليون سنة إلى 100 مليون سنة. ونُشرت نتائج هذا الاكتشاف في العدد الأخير (29 أبريل 2020) للمجلة العلمية المرموقة "Nature" إضافة إلى ربورطاج على موقع مجلة "ناشيونال جيوغرافيك"، وضم الفريق كلاً من المغاربة نزار إبراهيم وسمير زهري وأيوب أمان. وجرى اكتشاف حفريات هذا الديناصور في منطقة أرفود، وهو أول ديناصور مائي معروف في العالم عاش في العصر الطباشيري، وهو أول اكتشاف لبقايا جمجمة لديناصور بعد ما يقرب من 70 عاماً من أعمال الحفريات في المنطقة. وقدم فريق الدراسة أكثر الأدلة إقناعاً حتى الآن عن ديناصور قادر على العيش والصيد في بيئة مائية، بحيث كان له ذيل طويل بشكل غير متوقع وفريد يضم جسمه أشواكا عصبية عالية وشفرات ممدودة تشكل عضواً مرناً كبيراً على شكل زعنفة قادر على القيام بتموج جانبي كبير. وفي بلاغ صادر عن جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، تم وصف هذا الاكتشاف ب"القصة التي لا مثيل لها لديناصور غير عاديّ"، بحيث يعود أول اكتشاف لعظام أحفورية لديناصور سبينوصور من قبل عالم الحفريات الألماني إرنست سترومر قبل أكثر من قرن في الصحراء المصرية. لكن لسوء الحظ، تم تدمير هذه العظام الأحفورية التي كشفها العالم الألماني سترومر بسبب قصف الحلفاء لمتحف ميونيخ خلال الحرب العالمية الثانية سنة 1944، ولم تُعرَف إلا رسوماتها التوضيحية التي قام بها سترومر. وقد تم اكتشاف هذه الحفريات الجديدة الخاصة بديناصور سبينوصور المغربي في موقع زريكات على بُعد حوالي ثلاثين كيلومتراً من مدينة أرفود في الجنوب الشرقي للمملكة، وكانت أولى عظامه مُنحت لمتحف ميلانو من قبل تاجر حفريات. لكن هذا التراث المغربي الثمين أعيد إلى المملكة بفضل "المشروع العلمي" scientifique entreprise الذي قام به باحثون مغاربة ناهيك عن النهج الأخلاقي للمؤسسة الإيطالية في شخص كريستيانو دال ساسو، عالم الحفريات المتخصص في الديناصورات، والمؤلف المشارك في هذه الدراسة. ويندرج اكتشاف هذا الهيكل العظمي لسبينوصور ضمن الاكتشافات الحفرية التي قام بها فريق دولي يعمل في منطقة "كم كم" في الجنوب الشرقي المغربي منذ سنة 2007 تحت تنسيق الدكتور نزار إبراهيم من جامعة ميرسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والأستاذين سمير زهري من جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء ودافيد مارتيل من جامعة بورتسموث في إنجلترا، إضافة إلى باحثين آخرين من تخصصات مختلفة.