عادت شوارع العاصمة الاقتصادية، منذ أمس الخميس، إلى طبيعتها المتسمة بالاكتظاظ والازدحام في الطرقات، في تحد واضح لحالة الطوارئ الصحية المعمول بها من لدن السلطات العمومية لاحتواء جائحة كورونا. وتحولت شوارع ومناطق عديدة بمدينة الدارالبيضاء إلى قبلة للمواطنين، كما عاينت ذلك جريدة هسبريس الإلكترونية، وهو ما أثار هلعا من إمكانية أن يساهم ذلك في خلق بؤر لتفشي الفيروس. فعلى مستوى شارع محمد السادس، المعروف ب"طريق مديونة"، بدت حركة السير شبيهة بالأيام العادية قبل فرض حالة الطوارئ الصحية، رغم إغلاق المحلات التجارية الكبرى والقيساريات المعروفة أبوابها منذ مدة. أما على مستوى "درب ميلا" حيث تباع التمور، فقد بدت الطريق إليه مكتظة، فيما محلات البيع عرفت إقبالا مكثفا من طرف المواطنين ساعات قبل استقبال شهر رمضان، وهو ما يظهر أن العديد من المواطنين لم يحترموا التعليمات، خاصة ما يتعلق بمسافة الأمان، الشيء الذي يزيد من احتمال الإصابة بالفيروس. وعلى الرغم من وفرة المنتجات الخاصة بهذا الشهر الفضيل، إلا أن المواطنات والمواطنين هرعوا صوب المحلات للتبضع دون اكتراث بالتعليمات الصحية المعمول بها في هذه الفترة. ولا يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل إن العديد من النساء في مناطق مختلفة بالعاصمة الاقتصادية، خصوصا بالمدينة القديمة وبدرب السلطان، تجمهرن أمام بعض المحلات من أجل الحصول على "الورقة" التي تستعمل في إعداد "البريوات" وكذا أكلات مغربية أخرى على غرار "البسطيلة"، في غياب تام لاحترام السلامة الصحية لهن ولباقي المواطنين. وتدخلت السلطات المحلية في عدد من النقط التي صارت تشكل محجا لتجمع المواطنين من أجل ثنيهم ودفعهم إلى التقيد بالتعليمات الصحية، غير أن كثيرا منهم ظلوا مواصلين تجمهرهم أمام المحلات بحثا عن "الورقة"، غير آبهين بسلامتهم وصحة أسرهم. ويطالب العديد من المواطنين الملتزمين بالحجر الصحي السلطات في الدارالبيضاء بالعمل على تطبيق القانون في حق المخالفين للطوارئ الصحية، خصوصا وأن العاصمة الاقتصادية تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد. وبات من اللازم، بحسب فعاليات مدنية بالدارالبيضاء، على السلطات المحلية، فرض القانون على القادمين للمحلات قصد التبضع خلال الأيام الأولى من رمضان، وكذا في الأيام الأخيرة منه، بالنظر إلى التهافت الذي يقع على الأسواق بهذه المناسبة الدينية كل سنة. كما يطالب المواطنون السلطات المحلية بمختلف المقاطعات بتكثيف المراقبة في الأسواق الشعبية التي تعرف توافدا مكثفا في الفترة الزوالية خلال شهر رمضان من أجل اقتناء مستلزمات الإفطار، ما قد يشكل تهديدا للصحة العامة.