خرق الطوارئ الصحية يحول أحياء سكانية إلى بؤر وبائية تسود، مؤخرا، بمختلف الأحياء الشعبية المغربية، حالة من الفوضى بفعل الخروج غير المبرر والقانوني للعديد من المواطنين الذين يتسللون إلى الخارج، بدون أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا. ويأتي خرق حالة الطوارئ الصحية في الوقت الذي تجاوز فيه عدد المصابين بكوفيد-19، ألفي حالة، وهو رقم صخم قابل للارتفاع في حالة استمرار المواطنين للنزوح نحو التجمعات المجانية في الشارع العام. وتتمركز هذه التجمعات البشرية على مستوى الأسواق الشعبية، وكذا الأسواق التجارية، علاوة على تجمهرات الفضوليين أمام المستشفيات والمصحات الخاصة التي تستقبل المصابين بوباء كورونا. وبالرغم من التحذيرات التي تصدر عن وزارة الصحة بخصوص عدم التزام بعض المواطنين في منازلهم، بخروجهم للفضاءات العامة جماعة، قصد التبضع، أو التجول بدون سبب، أو ممارسة الرياضة.. وهي تحركات من شأنها أن تزيد من انتشار الفيروس بالمغرب. وخلال جولات متفرقة لبيان اليوم بشوارع مدينة الدارالبيضاء، عاينت الجريدة خروج العديد من المواطنين بدون سبب مباشر ووجيه، حيث يتجمع الشباب والنساء والرجال بدروب وأزقة الأحياء الشعبية. كما أن العديد من الأسر المغربية تهتدي إلى الخروج جماعة نحو الأسواق للتبضع دون أخذ الاحتياطات اللازمة، هذا في الوقت الذي منحت فيه وزارة الداخلية شهادة الخروج لفرد واحد من الأسرة فقط، قصد التكلف بقضاء أغراض العائلة خارج المنزل. ويهدد هذا التمرد على حالة الطوارئ الصحية سلامة المغاربة ككل، لاسيما وأن العديد من الأحياء السكانية الشعبية تحولت إلى بؤر محلية لفيروس كورونا، نتيجة عدم احترام الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة منذ تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس. ونتيجة هذا الوضع، يتوقع العديد من المتتبعين أن تمدد الحكومة من مدة حالة الطوارئ الصحية التي ابتدأت خلال 20 مارس الماضي والتي من المرتقب أن تنتهي في 20 أبريل الجاري، خصوصا وأن مستوى عدد الإصابات سائرا في المنحى التصاعدي وليس التنازلي. وتعاني السلطات المحلية من هذا الانفلات الأمني الذي لا يحمد عقباه، حيث تنظم بشكل يومي حملات بالأحياء والشوارع المغربية، حيث يتكرر سيناريو الكر والفر بين المخالفين لقانون حالة الطوارئ الصحية وعناصر الأمن كل ليلة بعد تجاوز الساعة السادسة مساء. وفي سياق متصل عمدت السلطات المحلية لبعض المقاطعات إلى تفريق بعض الأسواق الشعبية العشوائية التي سارع بعض الأشخاص بها إلى تشييد خيمات لبيع الخضر والفواكه، حيث تساهم في تجمع المواطنين بدون احترام الإجراءات الصحية، مما يجعلها أكبر مساعد لتوسع الفيروس. وفي هذا الربورطاج مجموعة من الصور التي تنقل التصرفات غير المسؤولة لبعض المواطنين الذين يهددون الأمن الصحي للمغرب، بخروجهم غير المبرر إلى الشارع، وكذا بالازدحام الشديد في الفضاءات العامة بدون اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من الإصابة بالفيروس. يوسف الخيدر- تصوير: أحمد عقيل مكاو