صدر حديثا عن منشورات العلامة الجمالية بالمغرب كتاب نقدي تحت عنوان "التكوثر الجمالي في الخطاب الشعري المغربي المعاصر"، للشاعر والناقد المغربي إسماعيل علالي. الكتاب رصد من خلاله الناقد جماليات الخطاب الشعري المغربي المعاصر وتحولاته، وفق رؤية نقدية مخصوصة تمتح أدواتها من نظرية "التكوثر العقلي الطاهائية"، حيث عمل على ترحيل مفهوم التكوثر من حقل الفلسفة إلى حقل الأدب واستثمار آلياته لتحليل الخطاب الشعري المغربي المعاصر. وزين غلاف الكتاب بلوحة الفنان التشكيلي المغربي نور الدين برحمة، وضم محتواه مدخلا تحدث فيه الناقد إسماعيل علالي عن دعاوى الكتاب، مع التعريف بمفهوم التكوثر الجمالي الذي يقترحه في حقل الأدب، ويعده فصا من فصوص التكوثر العقلي؛ بينما جعل الفصول أربعة، الأول خصه لتجربة الشاعر الكبير عبد السلام بوحجر، ومداخلها الجمالية الكبرى. ورصد الكاتب في الفصل الثاني التكوثر الجمالي للتناص التراثي في القصيدة المغربية المعاصرة من خلال تجربة الشاعر الزبير خياط؛ بينما خص الفصل الثالث بالحديث عن مراتب الحوارية في قصيدة النثر المغربية، وتكوثراتها الجمالية من خلال تجربة الشاعر مصطفى قشنني. أما الفصل الرابع فعنونه الكاتب ب"التكوثر الجمالي في الهايكو العربي: حفريات في المنجز النصي المغربي"، فصل فيه في خصائص الهايكو العربي، وبنيته النصية وإبدالات المبدع المغربي بأسلوب استدلالي. أما خاتمة الكتابة فجعلها الناقد إسماعيل علالي فاتحة لما بعد الكتابة، وقفلها بقوله: "وتأسيسا على ما سبق، نعد هذه المساهمة النقدية خارطة طريق لمن رام استثمار أدوات النظرية الطاهائية، لرصد جماليات وتحولات الخطاب الأدبي العربي عامة، والشعري خاصة، وخلق هوية نقدية حداثية عربية مخصوصة، تنافس مناهجها التحليلية البديلة، مناهج التحليل المنقولة، وتبرئ الناقد المغربي/العربي من معرَّة التقليد والجمود، وتفتح أمامه أبواب المغايرة النقدية، وحسن تدبير الاختلاف مع المنقول الغربي، بناء على ثالوث الأخذ والعطاء والمثاقفة الندية الحق". تجدر الإشارة إلى أن الدكتور والناقد بنيونس بوشعيب قدم لكتاب التكوثر الجمالي في الخطاب الشعري المغربي المعاصر.