مراحل عصيبة تجتازها جبهة البوليساريو خلال فترة تفشي جائحة كورونا؛ فأمام ضعف المواكبة التي اتسم بها تعاطي القيادة مع الجائحة، ظهرت بوادر تصدعات جديدة في صفوف الصف الأول المساند للأمين العام ابراهيم غالي. وطالب المستشار البشير مصطفى السيد باستقالة جماعية للقيادة في حال فشلها في فرض الانضباط العام، مسجلا أن المؤتمر الأخير للجبهة لم يفرز سوى أوهام الحل السياسي المتفق عليه، من أجل العودة إلى المبادئ المؤسسة. وقال البشير مصطفى إن التعامل مع جائحة كورونا خلف مظاهر مشينة، مؤكدا وجود ما أسماها صعلكة وسيبة وقطع طرق، مطالبا القيادة بمزيد من المصداقية، ووقف العابثين بأمور الناس داخل مخيمات تندوف. من جهته أفاد كريم عايش، أستاذ باحث في الدراسات الاستراتيجية بمركز الرباط، بإن الجماعات المسلحة بالساحل وجنوب الصحراء بدأت تعرف مشاكل تنظيمية ولوجيستية عديدة بسبب فيروس كورونا المستجد، وهو ما ينطبق على جبهة البوليساريو. وأوضح عايش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الظروف التي يعشها العالم وإن انعكست على محتضنة البوليساريو بإحكام القبضة على كل مناحي الحياة، إلا أن قيادة الجبهة وجدتها فرصة سانحة لتضييق قبضتها على المعارضة عبر تفريق المخيمات من خلال الحجر الصحي. وأشار المتحدث إلى قطع الطرق بين مخيمات تندوف ومخيمات تيفاريني واغونيت، كما أن الحدود بين مخيمات تندوف والجزائر تم قطعها، مما فرض حالة من الاعتقال المنزلي للاجئين الصحراويين بداعي تفادي نشر الفيروس. وسجل الأستاذ المغربي ربط العديد من المنابر وفاة القيادي محمد خداد بسبب فيروس كورونا المستجد، مؤكدا ارتفاع أصوات الغاضبين من أمثال البشير مصطفى وغيره من المطالبين باستقالة ابراهيم غالي، وقيادة الجبهة الانفصالية بشكل عام.