يبدو أن جائحة كورونا لن تُثني المركزيات النقابية بالمغرب عن تخليد العيد الأممي للطبقة العاملة؛ فرغم الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تمرّ بها البلاد، على غرار بلدان العالم، ارتأت بعض النقابات العمالية الاحتفاء بفاتح ماي عبر منصات رقمية. وقد ارتأت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تخليد فاتح ماي 2020 تحت شعار "مواصلة النضال من أجل إعادة بناء الدولة الاجتماعية لمواجهة أزمات وصدمات المستقبل"، في ظل ظرف دولي استثنائي مطبوع بتفشي جائحة "كورونا"، وكذلك في سياق فرض حالة الطوارئ الصحية على الصعيد الوطني. وأفاد بيان ل "ك.د.ش"، توصلت هسبريس بنسخة منه، بأنه "أمام استحالة تنظيم تظاهرة فاتح ماي ميدانيا كما دأبت على ذلك منظمتنا، فإن المكتب التنفيذي قرر اعتماد البرنامج الإلكتروني الذي سيُنقل على الصفحة الرسمية للكونفدرالية بفيسبوك"، مشيرا إلى أن التظاهرة الرقمية ستتضمن قراءة الكلمة المركزية للكتابة العامة وعقد ندوة فكرية في الأمسية. وتعليقا على ذلك، قال عبد الغني الراقي، القيادي في المركزية العمالية ذاتها، إن "النقابة وجدت نفسها مكرهة على الإبداع والاجتهاد بخصوص طريقة تخليد فاتح ماي الأممي لهذه السنة، لأنه يجب تخفيف العبء على الطبقة العاملة حسب السياق والظرفية التي يعيشها العالم وبلادنا أيضا". وأضاف الراقي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الصيغة المعتمدة من لدن النقابة تتضمن كلمة فاتح ماي وبعض الأنشطة التي كنّا نقوم بها عادة داخل المقر، بحيث لا يراها العموم لأنها أنشطة داخلية"، وزاد أن "الطبقة العاملة تنتظر فاتح ماي بفارغ الصبر للتعبير عن معاناتها". وتابع القيادي النقابي بأن "فاتح ماي لا يتضمن سرد الإنجازات فقط، وإنما لا بد من ذكر المآسي التي عاشتها قطاعات معينة بسبب المشاكل مع الباطرونا"، مؤكدا أنه "رغم الجائحة، لن يتم إلغاء هذه المناسبة، لا سيما أن الأمر يتعلق بموضوع مستجد ذي صلة بدور الدولة الاجتماعية المفقودة، بعدما طغى على العالم توجه نيوليبرالي أرخى بظلاله على المغرب".