يلتئم حوالي 50 جامعيا وباحثا ومثقفا من مختلف مناطق المعمور ، بمداغ (إقليمبركان) مابين 2 و4 فبراير الجاري ،في إطار الدورة السادسة للملتقى العالمي للصوفية المنظم تحت شعار " التصوف ورعاية الحقوق : المنهج والسلوك". ويروم اللقاء المنظم بمبادرة من الطريقة القادرية البودشيشية بشراكة مع المركز الاورو-متوسطي لدراسة الاسلام المعاصر ،أن يكون مناسبة لبحث دور الصوفية في الحفاظ على الحقوق الاساسية . وأوضح المنظمون في بلاغ ،أن ألإشكالية تكمن في تحديد كيف يمكن للتربية الروحية ،أن تجعل من هذه الحقوق الاساسية موجها لقيم معنوية كونية ،معتبرين أن البعد القانوني ضروري من دون شك لضمان حماية الحقوق ،غير أنه يظل "غير كاف" . وبعد أن سجلوا أن الحفاظ على هذه الحقوق يجب ن يرتكز على بعد روحي وأخلاقي ،أوضحوا أن التدخلات خلال الدورة السادسة ستتناول أساسا الاسلام وحقوق الانسان والبعد المعنوي والتدبير المتوازن للحقوق داخل المجتمع . وسيقوم باحثون مغاربة وأجانب ( الولاياتالمتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا ومصر وفلسطين ...)،في الفلسفة وعلم الاجتماع والاتصال والاقتصاد والعلاقات الدولية ،بهذه المناسبة ،بتنشيط موائد مستديرة وتقديم بحوثهم . وأشار المنظمون إلى أن اللقاءت العالمية للصوفية ،تهدف الى التعريف بفضائل الصوفية للعموم وكشف البعد الداخلي والروحي للإسلام ،وهي واجهة غير معروفة بشكل كبير،مسجلين أن هذا اللقاء يؤكد الاهمية التي توليها الزاوية القادرية البودشيشية لمقاربة علمية للبعد الاخلاقي للإسلام على غرار زوايا صوفية أخرى عملت دوما من أجل مقاربة تدعو إلى تحقيق توازن بين الحياة الروحية والعلمية والثقافية والإجتماعية للمجتمع . وأكد المنظمون ،أن "المغرب القوي بهذا التراث الغني ،تأثر بهذه الاخلاق الروا حية التي تنشد قيم الحب والتسامح والسلام واحترام الآخر على مر القرون " مبرزين أن الطرق الصوفية ،باعتبارها مدارس للتربية والتوجيه الروحي لعبت دوما دورا مهما في الحفاظ على التوازن الداخلي للافراد والجماعة ،لانها استطاعت ملاءمة آلياتها الروحية بحسب الأمكنة والأزمنة . وخلصوا إلى أن الطريقة القادرية البودشيشية تطمح إلى تعريف الرأي العام العالمي بمدى غنى هذا الرصيد الروحي الضروري لحوار الثقافات الأديان .