بينما أغلقت دور الشباب، ولَم يعد للجمعيات التي تنشط بها فرصة للقاء منخرطيها خصوصا من الأطفال والشباب، بسبب فرض حالة الطوارئ الصحية، لجأت بعض الفعاليات الجمعوية إلى خوض تجربة التنشيط عن بُعد بالرغم من الصعوبات العديدة التي ترافقها. وشرعت بعض الجمعيات الوطنية والمحلية بمناطق عديدة على إطلاق مسابقات ومبادرات للتواصل مع منخرطيها، عن طريق استغلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ وذلك في محاولة منها لإبقاء رواد دور الشباب على تتبع ومواكبة للأنشطة، حتى ولو تواجدوا داخل منازلهم. ويرى فاعلون جمعويون أن خطوتهم تروم تكسير الملل داخل البيوت، خصوصا في صفوف الأطفال والشباب الذين دأبوا على قضاء أوقاتهم لا سيما في المساء ونهاية الأسبوع في الأنشطة التربوية للجمعيات وفِي التظاهرات الثقافية والتنشيطية داخل دور الشباب. وبرزت على مستوى عدد من المديريات الإقليمية التابعة لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بالدار البيضاء مبادرات عديدة في هذا الاتجاه، على غرار مديرية عين الشق، والتي تروم تشجيع الإبداع في صفوف الأطفال والشباب في زمن الحجر الصحي. وقد أطلقت، في هذا الصدد، على مستوى مديرية الشباب بعين الشق، مهرجانا عن بُعد، يتمثل في تسجيل أشرطة لإبداعات الشباب والأطفال وبثها عبر صفحة ب"فيسبوك"، على أن يتم تتويج الفائزين بعد نهاية الطوارئ الصحية. إلى جانب ذلك، تدعم المديرية الجمعيات النشيطة بالمنطقة الراغبة في تنظيم أنشطة تكوينية وتثقيفية تساهم في بقاء المواطنين في منازلهم واحترام الطوارئ الصحية. وأكد هشام زلواش، المدير الإقليمي للشباب والرياضة، في تصريح للجريدة، أن هذه الأخيرة تلقت طلبات لتنظيم مجموعة من الأنشطة المبتكرة التي تخدم الحفاظ على صحة المواطنين، وخصوصا الأطفال والشباب، عبر بقائهم في منازلهم؛ من قبيل مسابقات في تجويد القرآن الكريم وفن الخطابة والرسم التشكيلي وغيرها. وعلى مستوى مدينة ابن جرير بإقليم الرحامنة، يقوم الفرع المحلي لجمعية الطفولة الشعبية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بمجموعة من الأنشطة التربوية والتثقيفية لفائدة منخرطي الجمعية وباقي متتبعي الصفحة الرسمية على الصعيد الوطني. ويؤكد طارق المومني، أمين مال الجمعية، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه المبادرة المتمثّلة في التنشيط عن بُعد لقيت صدى طيبا من طرف منخرطي ومتابعي الجمعية محليا ووطنيا، حيث يتم العمل على بث فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن حكايات وقصصا وأناشيد تربوية. ولفت المتحدث نفسه إلى أن عدد المتابعين حاليا لهذه الأنشطة عن بُعد يبرز أن "ما نقوم به يحظى بإعجاب وتتبع الشباب والأطفال، ويتابعه كثيرون على الصعيد الوطني، وهذا يظهر من خلال التعليقات التي نتوصل بها". وأضاف عضو الجمعية الوطني أن هذه التجربة بدأت مرحليا تعمم على مجموعة من الفروع التابعة ل"الطفولة الشعبية"، حيث يسير على المنوال نفسه فرع بني ملال وفرع الفقيه بنصالح وفروع أخرى. من جهته، أكد مراد طرقي، رئيس فرع الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ بسيدي معروف أولاد حدو، على اشتغالهم هذه الأيام على مجموعة المسابقات والتظاهرات عن بُعد، والتي تروم اكتشاف إبداعات الأطفال والشباب في زمن صاروا فيه بعيدين عن مؤسسات دور الشباب. وفي هذا السياق، شدد على أن فرع الجمعية يعمل على تنظيم مجموعة من المسابقات في مجالات عديدة، من الغناء والتمثيل وحفظ الأناشيد التربوية والفكاهة وغيرها، إلى جانب مسابقة في الاختراعات المرتبطة بكوفيد 19، والتي تحاول من خلالها الجمعية دفع الشباب إلى الإبداع والابتكار لمواجهة هذا الفيروس.