ازدادت معاناة الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراساتهم العليا بأوكرانيا بسبب انتشار فيروس "كورونا" المستجد؛ فبعد أن عانوا من ابتزاز الوسطاء، الذين يتكلفون بتسجيلهم في الجامعات، أصبحوا اليوم يخافون من طردهم من الأحياء الجامعية، في وقت يزداد انتشار الوباء العالمي حدة مع مرور الأيام. ويهدد رؤساء الأحياء الجامعية التابعة للجامعات التي يدرس فيها الطلبة المغاربة بإفراغهم منها إذا لم يسدّدوا رسوم الإيواء، علما أنهم سبقوا أن دفعوا الرسوم للوسطاء، لكن هؤلاء يتملصون من تسديدها، ليجد الطلبة أنفسهم مهددين بالإفراغ وطردهم إلى الشارع. "دبا لا بغيتي غير تخرج من الحي الجامعي تمشي تقدا شي حاجة على برا كتگول يا ربي ما يحبسونيش فالباب ملي نكون راجع، ويسولوني على ورقة د الخلاص"، يقول طالب مغربي من الذين يعانون، حاليا، من مشاكل الإقامة في الأحياء الجامعية، بسبب مطالبة إداراتها لهم بأداء رسوم الإيواء. واطلعت هسبريس على محادثات في تطبيقات التواصل الفوري بين طلبة مغاربة وبعض مسؤولي الأحياء الجامعية بأوكرانيا، يطلبون منهم فيها أداء رسوم الإقامة بالحي الجامعي فورا، إن هم أرادوا الاستمرار في الاستفادة منها. في إحدى المحادثات يطلب طالب مغربي من مسؤولة الحي الجامعي بالجامعة حيث يدرس، بعد أن درس اللغة الأوكرانية في السنة الأولى، أن تساعده على الحصول على توصية ثلاثة أساتذة، من أجل متابعة دراسته في دولة أخرى، فكان جواب المسؤولة: "عليك أولا أن تدفع رسوم الدراسة كاملة ورسوم الإقامة في الحي الجامعي". وقال طالب آخر إن مسؤول الحي الجامعي الذي يقيم فيه حدد للطلبة المغاربة يوم الإثنين المقبل آخر أجل لأداء رسوم الإقامة، مضيفا: "نهار الإثنين غادي نمشيو عندو نشوفو أشمن حل غادي يدير معانا". وتزداد مخاوف الطلبة المغاربة المتابعين لدراساتهم العليا في أوكرانيا بعد انتشار فيروس "كورونا"، إذ وجهوا عريضة إلى سفارة المغرب بكييف، وإلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يناشدون من خلالها إرجاعهم إلى المغرب. وجاء في العريضة أن الحالة المتدهورة للقطاع الصحي في أوكرانيا، المهددة بانتشار فيروس كورونا بشكل واسع، نظرا لوجودها في محيط تتزايد فيه حالات الإصابة بهذا الوباء، "يجعنا نتخوف من الإصابة بالفيروس وعدم نيل العناية الصحية اللازمة". وختم الطلبة المغاربة بأوكرانيا عريضتهم بمناشدة إرجاعهم إلى المغرب، خاصة بعد توقف الدراسة، "خوفا من مستقبل غامض حياتنا فيه مهددة"، حسب ما جاء في الوثيقة. وسبق للطلبة المغاربة بأوكرانيا أن أثاروا مشكل النصب والاحتيال الذي يعرضون له من طرف الوسطاء الذين تتعامل معهم الجامعات الأوكرانية لتسجيل الطلبة الأجانب. وقال طالب لهسبريس إن السفارة المغربية تدخلت ودعمت الطلبة المغاربة، وضغطت على الوسطاء، لكنها لا تملك أي سلطة عليهم، ما دامت الجامعات هي التي تتعامل معهم.