انتشر الوباء التاجي الجديد "كوفيد-19" بمراكش، منذ الأسبوع الأول من الشهر الماضي، لحظة استقبال فندق بالحي الشتوي لأسرة فرنسية، سرعان ما انتقل ربها إلى المستشفى الجهوي ابن زهر (المامونية)، ليمكث هناك إلى حين شفائه من هذا المرض. وبعد ذلك، شرعت الأخبار المتداولة حول انتشار هذا الوباء، وعدد الإصابات والوفيات تثير الهلع في قلوب الناس، غير أن شفاء الأسرة الفرنسية وطالبة بكلية الصيدلة والطب، كان خبرا مفرحا نشر التفاؤل الذي تأكد بعد شفاء حالات بمراكش ومدن أخرى اليوم الاثنين. فبعدما نشر إسماعيل تسجيلا مرئيا يشكو فيه من الإهمال وسوء التغذية، وهو ما نفته إدارة مستشفى الرازي بمراكش، خرج يرفع شارة النصر ليروي قصة شفائه ليقول لهسبريس: "ولجت المشفى قبل حوالي 20 يوما في وضعية حرجة". يأخذ نفسا عميقا ويضيف: "فخور بإصابتي ببلدي المغرب، فبعد وصولي إلى المستشفى خضعت لتحاليل مخبرية كشفت إصابتي بالوباء، فوضعت بغرفة واسعة ونظيفة لينطلق برنامج علاجي في الحين". وبباب المستشفى، تابع المعني بالأمر قائلا: "أشرف على علاجي طاقم طبي رائع من الشباب ممرضين وأطباء يتميزون بالهدوء والابتسامة، في وقت كنت فيه أعاني من الضغط والقلق". ويورد المغربي الذي يعيش بالمهجر: "كان إنصات الأطباء والممرضين والإداريين والتقنيين وعاملات النظافة والمطبخ ووقوفهم إلى جانبنا، دواءً لما كنا نعيشه من قلق وخوف". وهو يرتدي كمامة واقية ويحمل وردة بين أصابعه، واصل إسماعيل قصة شفائه قائلا: "المغرب كان سريعا في اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة الوباء التاجي المستجد". وزاد: "خلال إقامتي بالمستشفى كنت مطمئنا أحس بالحياة، لأن الأطباء والممرضين قدموا خدمات جليلة، وبذلوا جهودا مضاعفة لإنقاذ أرواحنا من وباء يهدد العالم كله". وأنهى المتحدث نفسه حديثه موجها خطابه إلى المغاربة قائلا: "هو وباء لا يجب الاستهانة به"، ثم أضاف: "أكبر خطأ هو عدم الاحتياط منه، فنسبة انتشاره فاقت قواعد الرياضيات، لذا وجب احترام التدابير الاحترازية التي وضعتها السلطات الصحية". سامي إبراهيم، رئيس مصلحة العلاجات التمريضية بمستشفى الرازي، قال في تصريح للجريدة: "احتفلنا اليوم كما احتفلنا خلال الأيام الأخيرة بالشفاء النهائي لعدة مرضى بعد غزو وباء "كوفيد-19" أجسادهم". وأضاف: "أثلج هذا الأمر قلبنا وأدخل الفرح علينا كطاقم طبي وتمريضي"، وتابع مستدركا: "لكن سيطرنا على الوضع، فعلى المغاربة البقاء في المنازل، والعمل بنصائح وزارة الصحة، وبعدها حتما سننتصر على "كورونا"". تجدر الإشارة إلى أن قائدا بمقاطعة جليز وأعوان السلطة التابعين له، أخضعوا للتحاليل المخبرية بعد إصابة عون سلطة بهذا الوباء.