تساؤلات عديدة باتت تُطرح من طرف الفاعلين الجمعويين والسياسيين في مدينة إنزكان، تهم بالأساس التكفل بمرضى "كوفيد-19"، وضعف البنية الصحية التي من أبرز تجلياتها غياب مصلحة للعناية المركزة، وصدور قرارات من طرف المديرية الجهوية للصحة بسوس ماسة تقضي بتوجيه المرضى من مستشفى الحسن الثاني إلى مستشفى إنزكان، وفي الآن ذاته تنقيل 21 إطارا متخصصا في التخدير والإنعاش، بالتناوب، صوب أكادير، وهو ما سيزيد من الضغط على هذه المؤسسة، ويجعل التكفل بمرضى كورونا داخلها خطرا على باقي المرضى وكافة العاملين بالمستشفى. رشيد أنوار، فاعل جمعوي وإعلامي بمدينة إنزكان، قال في تصريح لجريدة هسبريس إن "مسؤولي الصحة في الجهة يستهترون بصحة الساكنة، فوفق ما نتوفر عليه من معطيات دقيقة، فإن التكفل بمريضيْن بكورونا في مستشفى إنزكان يُخالف توجيهات الوزارة، التي حدّدت مراكز التكفل بالنسبة إلى الحالات المصابة بأكادير واشتوكة وإنزكان في المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني". وفي جانب آخر، أورد المتحدّث أن "مندوبية وزارة الصحة بإنزكان لم تتلق أي دعم من الجهة لتجهيز مصلحة عزل مرضى "كوفيد-19"، ووسائل العمل وأدوات ومواد التعقيم، وسيارة إسعاف مجهزة خاصة بهذه الفئة من المرضى، سواء الحالات المشكوك فيها أو الحرجة، لنقلهم صوب مستشفى أكادير، مع غياب وسائل الوقاية، إلى جانب عدم طلب المساعدة من الطب العسكري". وفي السياق ذاته، قال سعيد سوم، فاعل جمعوي بإنزكان، إن "الحديث عن تحويل إجراء العمليات الجراحية من المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بإنزكان سيزيد من تعميق جراح المرضى والأطر الطبية والتمريضية والإدارية والخدماتية، إذا سجلنا عدم ملاءمة البنية الصحية والقرار المتخذ بإفراغ مستشفى إنزكان من الأطر استثنائيا (متخصصين في التخدير والإنعاش)، والتكفل بمرضى كوفيد-19 والحالات المحتملة". وفي سياق تداعيات بعض القرارات المتخذة من طرف المديرية الجهوية للصحة التي تخص المستشفى الإقليمي لإنزكان في هذه الظرفية، أضاف سعيد سوم أن "هذا المستشفى يستقبل مرضى ست جماعات يفوق تعداد سكانها 600 ألف نسمة، ويحتاج إلى تأهيل حقيقي وعناية خاصة، وتعزيز بالأطر الطبية والتمريضية والتجهيزات اللازمة، بالإضافة إلى توسيع طاقته الاستيعابية وتنظيم التخصصات في أجنحة مهيأة، بدل تكديس عدة تخصصات في قسم واحد، زد على ذلك غياب مختبر حديث للتحليلات وقسم استقبال في المستوى، وغير ذلك". المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإنزكان آيت ملول، عزيز مخلوف، قال في تصريح لهسبريس إن "الحالتيْن المتواجدتين بمستشفى إنزكان تم التكفل بهما قبل صدور دورية وزارة الصحة"، مبرزا أن "جميع القرارات المتخذة في هذه الظرفية الاستثنائية تبقى مسائل تنظيمية الهدف منها تدبير الأزمة من طرف مدبري الشأن الصحي محليا وجهويا ومركزيا". وأضاف المسؤول ذاته أن "المستشفى تلقى دعما من طرف السلطات الإقليمية والمديرية الجهوية والمندوبية الإقليمية، كما أن تنقيل أطر الإنعاش والتخدير هو إجراء مؤقت، ولا يسعنا إلا أن نتجند جميعا في هذه الظرفية الخاصة، كل من موقعه، من أجل التصدي لانتشار هذا الوباء، كما أدعو جميع المواطنين إلى اتباع كل السبل الكفيلة بالوقاية من هذا الفيروس والالتزام بتعليمات السلطات الصحية والعمومية".