رفضٌ حقوقيٌّ دوليٌّ، كان سمة استقبال تصريحات أطباء فرنسيين حول إمكانية تجريب لقاح فيروس "كورونا" بالقارة الإفريقية؛ فالأمر، حسب فعاليات متعددة، لا يمكن تصنيفه سوى ضمن "عقليات قديمة" لا تزال ترى في القارة مختبرا للتجريب والاختبار. وانضم نادي المحامين بالمغرب بدوره إلى هيئات باشرت مسطرة تقديم شكاية أمام القضاء الفرنسي ضد طبيب فرنسي متهم بالتعبير عن خطاب عنصري ضد مواطني القارة الإفريقية، حين دعا إلى تجريب لقاح لعلاج فيروس "كورونا" المستجد على سكان إفريقيا. وخلفت تصريحات الطبيب الفرنسي جون بول ميرا، في برنامج على قناة "LCI" الفرنسية، التي سيقاضيها نادي المحامين بالمغرب أيضا، انتقادات واسعة، واعتبر أغلب المعلقين أنها تنطوي على تمييز صريح إزاء الأفارقة. الرد علمي وتربوي ويرى أحمد عصيد، فاعل حقوقي، أن التصريح العنصري ينافي القسم الذي يؤديه الأطباء لمزاولة عملهم، كما لا يلتقي والروح الإنسانية للتطبيب الذي لا يفرق بين البشر مهما اختلفت أصولهم. وأضاف عصيد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا النوع من النظرات تكرست بسبب التمركز الامبريالي، وظلت إلى حدود الآن لدى طيف كبير من الناس وصناع القرار بالعديد من البلدان. وأشار المتحدث إلى أن وقف هذه العنصرية يتطلب الاهتمام بالعلوم والتعليم والتربية، لكي تتملكها إفريقيا بدورها، مسجلا أن عدم تحقيق الاستقلالية في جميع المجالات سبب أيضا لمثل هذه التصريحات. وأكمل عصيد قائلا: "نفس الأمر يجري عندما تطمر الدول الكبرى نفاياتها بإفريقيا، وهذا غير معقول"، مطالبا ب"محاصرة اليمين المتطرف بمختلف البلدان، والاستفادة من درس فيروس كورونا، الذي قرب المشاعر الإنسانية بين الشعوب". عقلية استعمارية عبد الله بوشطارت، وهو فاعل مدني، أورد أن "التصريح غير عادي بالمطلق، بالنظر إلى أنه صادر عن أطباء وعلية القوم بفرنسا"، مشيرا إلى أنه "يعكس عقلية استعمارية نابوليونية، لا تزال راسخة في عقل الدولة الفرنسية". وأكد بوشطارت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مثل هذه الخرجات عاينها بكثرة في الملاعب الرياضية، ومختلف السلوكات الفردية والجماعية؛ لكنها الآن تأتي في ظرف إنساني صعب وتصدر عن مسؤولين. وناشد الفاعل المدني مختلف المجتمعات الإفريقية بالتصدي لهذا التصريح العنصري، وزاد: "الناس في شمال إفريقيا كذلك معنيون، ويجب عليهم التخلي عن فكرة أن مواطني جنوب الصحراء هم فقط الذين يلزمهم الأمر".