وجّهت جمعية لقدماء التلاميذ المقيمين بالأقسام الداخلية رسالة إلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، تطالب من خلالها بتمكين التلاميذ والتلميذات المنتسبين إلى هذه الأقسام من المعدات الذكية والأجهزة المعلوماتية قصد مواصلة تبقي الدروس عن بُعد، في ظل جائحة "كورونا". جمعية جذور لقدامى داخليي ابن جرير بالرحامنة بعثت ملتمسا مستعجلا إلى الحكومة، قصد اقتناء معدات إلكترونية لفائدة تلاميذ الأقسام الداخلية، عبر تخصيص المبلغ المالي الذي كانت ترصده وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي لهذه العملية. ولفتت الجمعية، في رسالتها التي توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن شريحة تلامذة الأقسام الداخلية "لها وضع خاص، بحكم أن المنحة المخولة لكل تلميذ تصل إلى 20 درهما. وبما أن الدراسة توقفت، فإنه بهذا التوقف ستجني الجهة المانحة التي هي وزارة التربية والتعليم والتكوين المهني ما يقارب 700 درهم عن كل تلميذ وتلميذة؛ وهو ثمن لوحة إلكترونية من النوع الجيد". وشددت الجمعية المذكورة على أن هذه المنحة، والتي لا يتم استغلالها في هذه الظرفية بالذات، بات من الواجب تخصيصها لاقتناء أجهزة ذكية تساعد هذه الفئة من التلاميذ التي تنتمي إلى الأوساط المهمشة والفقيرة على مواصلة الدراسة. وأكد عبد الجليل الوصيل، رئيس الجمعية سالفة الذكر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العالم القروي في ظل جائحة "كورونا" يمر من أزمة حادة بسبب الهشاشة والفقر والجفاف، وجل التلاميذ بالأقسام الداخلية على الصعيد الوطني ينحدرون منه". ولفت المتحدث نفسه إلى أن "السلطات المختصة عليها اغتنام الفرصة لاستثمار المنحة المخصصة لهؤلاء التلاميذ والتي يمكن عبرها اقتناء لوحات إلكترونية، تعفيهم من التنقل باستمرار صوب المراكز الحضرية من أجل الحصول على الدروس ونسخها". وشدد رئيس الجمعية على أن التلاميذ بالأقسام الداخلية غادروا صوب قراهم منذ اتخاذ قرار تعليق الدراسة ومواصلتها عن بُعد؛ الأمر الذي يدعو إلى استغلال المنحة اليومية المقدرة في عشرين درهما وتحويلها إلى اقتناء هذه المعدات الإلكترونية. ونوهت الجمعية، في رسالتها، بقرار وزارة التربية الوطنية باتباع الدراسة عن بُعد كخطوة احترازية من تداعيات فيروس "كورونا"، معتبرة ذلك "قرارا جريئا وإن جاء متسرعا، فإن جمعية جذور لقدامى داخليي بن جرير ثمنته كمبادرة جديدة تجعل المملكة تنخرط في الصيرورة المعلوماتية ومواكبة للتطور الحاصل رغم الإكراهات". وأوضحت أن أهمية التعليم والبحث العلمي والتحصيل الدراسي "أصبحت أكثر إلحاحية، ومن الضروري أن يحظى بامتياز عقد صفقات عمومية في ظل حالة الطوارئ الصحية، في شقه الاجتماعي وتمكين التلاميذ والتلميذات من بعض المعدات الذكية والأجهزة المعلوماتية، وخاصة التلاميذ والتلميذات المنتسبين إلى الأقسام الداخلية".